م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1- فترات التحول أو الانتقال أو كسر السائد أو أي نوع من التغيير يصيب الرتيب من حياتنا والمعتاد.. ويحدث ارتباكاً في النفس لا يطيقه إلا القليلون.
2- فترة التحول التي يمر بها مجتمعنا أصابتنا بذات الارتباك.. وأدت إلى شيوع التذمر والتوجس وجلد الذات والتشكيك في كل شيء.. فإن كان الخبر إيجابياً فهو في نظر المزاج العام بحكم الكذب والتهويل.. وإذا كان خبراً سلبياً فهو في ذات المزاج العام بحكم الكذب والمبالغة في التقليل.. لا أحد يدري لماذا؟.. كل منا لديه الرغبة أن يتوجس.. لذلك تجدنا جميعاً ميالون للإفتاء في الاقتصاد بذات السهولة والتناول في الإفتاء بشأن الرياضة.. وتصدر مواقفنا من ميول هي أقرب إلى التشجيع وبث الحماسة.. فأنا مع هذا الفريق رغم كل شيء وأنت مع ذاك الفريق رغم كل شيء كأنها ممارسة لا تزيد على تشجيع نادٍ رياضي.
3- حفلة «محمد عبده» في بريدة كانت حدثاً مجتمعياً مثيراً مع مطلع صيفنا هذا.. فله رمزية تاريخية ستظل عالقة في أذهان المجتمع السعودي.. وكلنا تابعنا من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي المقاطع الداعمة والأخرى المقاومة.. وكلنا أحس بحالة الاستنفار من كلا الطرفين وعلى المستويات كافة.. وأكثر ما أدهشني هو سذاجة بعض الرسائل والتوجهات.. وكأن اتخاذ القرارات في المملكة يأتي بلا تفكير ولا تخطيط ولا غايات.. وكأنهم يرون المملكة بلا مؤسسات وصُنَّاع ومتخذي قرار.. حموا بلادهم طوال ثمانين سنة لم يعرف مجتمعها خلالها سوى التنمية القافزة.. تحول خلالها المجتمع السعودي من نسبة أمية تقارب (100 %) إلى مجتمع تكاد تنعدم فيه الأمية.. وأصبحت دولتهم من دول العشرين الأكبر اقتصاداً في العالم.. ولم يشهدوا خلالها حرباً ولا وباء ولا قمعاً.. حولهم من دولة طرف إلى دولة مركز.
4- اليوم نرى الجهاز التنفيذي في الحكومة يعمل بديناميكية لم يشهدها في تاريخه.. فهو يتحرك بسرعات كبيرة ويعمل ساعات طويلة وتديره كفاءات عالية.. ونشهد حراكاً حكومياً مميزاً يتسم بالجد والعزم والمعرفة.. في بيئة عمل مشجعة ومع كوادر تنفيذية عالية التأهيل واستشارية عالمية المستوى.
5- مرحلة الدولة الريعية التي عشنا في كنفها ثمانين عاماً انتهى زمنها.. وإذا أردنا حياة استقرار لأجيالنا القادمة فيجب أن ندعم حراك التحول الوطني لا أن نعيقه.