محمد سليمان العنقري
بعد حرب الرسوم التجارية التي بدأ أثرها السلبي يظهر من وقتنا الحالي ويتوقع أن يكون التأثير بالغاً بعد قرابة العام ظهرت على السطح حديثاً حرب العملات والتي إذا توسعت ستكون أشد خطراً من الحرب التجارية فأميركا عبر رئيسها توجه اتهامات لمنطقة اليورو بخفض عملتهم قسراً أما مع الصين فمنذ سنوات والاتهام قائم لها بأن عملتها تتداول بأقل من قيمتها الحقيقية.
إن انخفاض العملة الذي تمارسه الدول أحيانا بإرادتها يكون لتحقيق أهداف رفع التنافسية للصادرات ورخص قيمة البضائع المنتجة فيها مما يعطيها ميزة تضرب من خلالها منافسيها في الدول الأخرى كما تعطي العملة الرخيصة ميزة للتنافس بالسياحة نظراً لانخفاض التكلفة على مواطني الدول ذات العملات القوية.
فالملاحظ ومنذ نشوب الأزمة المالية العالمية 2008 م أن العالم لم يستقر اقتصادياً كما يجب ولعل هذه الحروب الاقتصادية ماهي إلا نتاج تلك الأزمة فقد ضعفت قدرات دول متقدمة على المنافسة العادلة وبدأت تلجأ لأساليب تضعف الشركات والاقتصادات المنافسة بدول كبرى أخرى فأميركا تشعر جلياً بأن الصين باتت منافسا حقيقيا ولديها شركات عملاقة أصبحت تأكل من حصة الشركات الأمريكية بمجال التكنولوجيا مثل شركة هواوي التي أصبحت من أهم الشركات ببيع شبكات وتقنيات الاتصالات خصوصا الجيل الخامس الذي تشتعل المنافسة في سوقه التي يتوقع أن تفوق 500 مليار دولار بالسنوات القليلة القادمة ولم يعد أمام أميركا وشركاتها إلا اللجوء للحروب التجارية والعملات لتوقف مد المنافسين على الأقل هذا ما يظهر بالمرحلة الحالية.
حرب العملات ستكون مدمرة للاقتصاد العالمي إذا توسعت وسيكون أكبر المتضررين الدول الفقيرة وكذلك التي لا تملك القدرة على حماية عملتها ولديها خطط تنموية تعتمد على استقرار عملتها كأحد العوامل لتحقيق تلك الأهداف وبالتحديد الدول الإفريقية ستعاني كثيراً من هذه الحرب وكذلك بعض الاقتصادات الناشئة التي تعوم عملتها مما سيربك المشهد بالاقتصاد العالمي ويطيل أمد الأزمات وتداعياتها الخطرة.