سعد بن عبدالقادر القويعي
في كلمة المملكة، التي ألقاها مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله المعلمي، قبل أيام، ودعوتها إلى وضع خطة فعالة، وفاعلة؛ لمواجهة خطاب الكراهية، وتعزيز المناعة الفكرية لدى الجميع؛ ليكون -في تقديري- شاهداً على دور تلك الخطط، وقدرتها على تجريم خطاب الكراهية في دعم أسس السلم المجتمعي، والعيش المشترك، وترسيخ النهج الثابت في احترام الأديان، والثقافات، ونشر رسائل المحبة، والتسامح، وحل القضايا العالقة بمنطق السلام العادل، والشامل، وتعزيز السلم، والأمن -الدوليين-.
في زمن باتت فيه الإساءة، ونشر خطاب الكراهية، والتطرف، والعنصرية في ازدياد، -خصوصاً- مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، والفضاء الإعلامي المفتوح، فإن المشتركات الإنسانية التي تجمعنا كافية؛ لإحلال الوئام، والسلام في عالمنا، والذي سيكون الأنموذج الأمثل؛ لكفالة الحق، ومنع الجريمة بذات السياق، والتي لا تشكل مساساً بالحق في إبداء الرأي، وحرية التعبير؛ شريطة ألا تشكل تحريضاً على التمييز، أو العداوة، أو العنف، أو الإخلال بالنظام العام.
بقي القول: إن التحريض على العدوانية، والتمييز، والعنف، وما يتعارض مع احترام حقوق الآخرين، وقيم التسامح، والعيش بسلام، ربما كان ذلك تفاعلاً مع الآثار المدمرة، والتي خلفتها أيديولوجيات الكراهية في منتصف القرن المنصرم؛ لذا فإن رفع مستوى الوعي الأخلاقي، والمسؤولية الاجتماعية في أوساط المؤسسات الإعلامية، والقيادات الدينية، والاجتماعية، مع السماح بصلاحيات موسعة في مجال رعاية، وتعزيز الحوار الاجتماعي، ستعمل على التصدي لممارسات الصدام الحضاري، والكراهية المقيتة، ومكافحة الإرهاب، والظلم، والقهر، والتنديد بدعاوى الاستعلاء البغيضة، والشعارات العنصرية.