علي الخزيم
يا موطناً حَلّ فيه الأمنُ فارتَسمَتْ
مَعَالِمُ العَدْلِ والإنصَافِ والنِعَمِ
قالها: رافع الشهري بقصيدته الوطنية: نشيدُ الشعبِ للوطنِ؛ وإن كانت هذه شهادة مواطن يفتخر بوطنه ويتغنى بأمجاد دياره؛ فإن سمو ولي العهد حفظه الله يؤكد بكل مناسبة بقوله: (أعيش بين شعب عظيم وهِمَّة السعوديين كجبل طويق)! فسموُّه لا يَفْتَر عن الثناء على شعبه، ويُشبِّه همتهم بجبل طويق التي لن تنكسر إلا إذا سُوِّي هذا الجبل بالأرض، فقد عرف وخبر سموه الكريم شموخ شعبه شعب المملكة الأصيل الأبي، فوثق به وبتعلقه بقيادته تعلقاً لا ينفك ولا تزعزعه تُرَّهات المُرجِفِين وأباطيل المُهرطِقِين، وأثبتت الأحداث المتكررة عمق وقوة الترابط الذي يجمع شعب طويق بقيادة الحزم والعزم والإنجازات الباهرة بكل المستويات والاتجاهات الحضارية، وصوتها المؤثر بكل منصات ومحافل السياسة والاقتصاد، ويسمع العالم حديثها على ألسنة القيادة الحكيمة بكل اهتمام وتدقيق بالمضامين والمآلات فالمتحدث إذاً ليس بحاكم ثانوي لا مصداقية لحديثه، فهنا يكون المتحدث زعيما صادق القول والفعل والنوايا الإنسانية؛ بمعنى أن النوايا عند قيادات المملكة تتجه دوماً لخير البشرية وتنشد الحق والعدل.
وسمو ولي العهد ـ أيده الله ـ يملك نفساً أبية وعقلاً ناضجاً واكتسب من والده خادم الحرمين الشريفين، وجده الملك المؤسس؛ وبيئة الحكم التي عاشها خبرات واسعة في الإدارة والحكم والسياسة والدبلوماسية، ما أهَّله ـ حماه الله ـ لأن يكون الزعيم الشاب الذي يقود بتوجيه والده الملك سلمان بن عبد العزيز دفَّة النهضة السعودية الحديثة، ويؤمن بأهمية استثمار الخبرات الشابة وتطلعاتها نحو مستقبل زاهر للمملكة وللأمتين العربية والإسلامية بعون الله، فلا غرابة أن يؤكد سموه بمناسبات متتابعة بأن همّة الشعب السعودي كما جبل طويق المتين!
وجبل طويق (تصغير طوق) الذي ضرب به سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المثل في الصمود والقوة يشبه القوس أو الطوق يحيط بمنطقة واسعة تمتد ما يقارب 800 كيلومتر، من نفود (الثويرات) بمحافظة الزلفي شمالاً إلى مشارف وادي الدواسر والربع الخالي جنوباً، وتشهد هذه المنطقة تنفيذ مشروع (القِديَّة) الذي أطلقه سمو الأمير محمد بن سلمان، ولهذا يقول الشاعر ذاته رافع الشهري بقصيدته للوطن:
جِبَالُكَ الشُمُّ ما أزهَىَ تألُقَها
شُموخُها من شُموخ ِ الشعبِ للقِممِ
وهذا المعنى الجميل هو ما تفضل ورمز به سمو ولي العهد وجعله وساماً على رأس كل مواطن سعودي لمعرفته الواثقة بأن كل فرد من شعب المملكة يعشق الشموخ ولا يرضى دونه ليخدم بلاده العزيزة المتطلعة دوماً لكل ما يرفع اسمها عالياً على رؤوس الأشهاد، يقول شاعرنا اليوم:
ونحنُ شَعبٌ يُغَني فيكَ مُفتَخِراً
يشدو بألحَانِه في أعْذَبِ النغَمِ
وتَغَنَّي كثير من الشعراء بجبال طويق كالشاعر عبد العزيز المقبل حيث قال بأحد قصائده:
يا طويق ياما بك لحالي تمخليت
وأمسيت في روس الحجايا المشاريف
يا طويق ياما بك تسمعت وأوحيت
وقش الوعول مداحمات المهاييف