يوسف المحيميد
ظللنا لسنوات طويلة نشعر بالغبطة والاعتداد بالنفس، بأننا ضمن مجموعة دول العشرين الأكبر اقتصاداً في العالم، لكن الطموح لا يتوقف ولا يلين، فلم نكتفِ بذلك، وإنما أيقنا بضرورة المنافسة بقوة بين هذه الدول، وأن نخطط بحزم وصبر، للتقدّم خطوة خطوة، لبناء اقتصاد قوي، وها هي إحصاءات البنك الدولي الأخيرة تثبت أننا تقدمنا فعلاً إلى المرتبة السادسة عشرة بين عشرين دولة كبرى اقتصاداً، وذلك من حيث الناتج المحلي الإجمالي لعام 2018، بنحو 782.5 مليار دولار (2.93 تريليون ريال).
في نهاية هذا الأسبوع، في اليابان، حيث يجتمع قادة أكبر عشرين دولة في العالم، تسيطر على أكثر من 75 في المائة من الاقتصاد العالمي، والبالغ ناتجه المحلي الإجمالي 88.4 تريليون دولار، تحضر المملكة بقادتها، وبصوتها المؤثّر إقليمياً وعالمياً، وقدراتها الاقتصادية الكبيرة، وتستعد بتوجيهات قادتها ومتابعتهم المستمرة إلى التجهيز الجاد والإعداد المنظّم لاجتماع العام المقبل 2020، والذي سينعقد في عاصمة العرب، الرياض، وهي مناسبة عظيمة جدًا أن تستضيف الرياض قادة عشرين دولة كبرى، ونجزم بثقة الكبار أن مخرجات الدورة القادمة ستكون مختلفة، ستكون كبيرة ومهمة للغاية، بما يليق بهذه البلاد وقادتها، وقراراتها المهمة والمؤثّرة على مستوى الاقتصاد العالمي، من خلال السعي الدؤوب لتحقيق استقرار أسواق النفط العالمية، واتخاذ زمام المبادرة دائماً في كثير من الشؤون الاقتصادية العالمية، من بينها إنجاز تلك الاتفاقية التاريخية المهمة بين دول أوبك والدول من خارجها، للسيطرة على تذبذب أسواق البترول الذي بدأ منذ العام 2014، وهو ما تحقق فعلاً من التزام الدول المشاركة في هذه الاتفاقية، بما انعكس على الصناعة البترولية، وبالتالي على الاقتصاد العالمي.
لا شك أن العام القادم 2020، يحمل معه الكثير من النجاحات -بإذن الله- وذلك بإرادة وعزيمة الشباب السعودي، وخبرات التجارب لمن تمرَّسوا في هذا البناء والتنمية للوطن.