د. صالح بكر الطيار
انتشر مؤخرا من يرى نفسه حكيم زمانه فيقوم بتسجيل المقاطع المختلفة ويخطب ويحلل الأمور ويصف الصح بالخطأ والعكس.. وهم من وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيَأتي علَى النَّاسِ سنواتٌ خدَّاعاتُ يصدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ ويُؤتَمنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمينُ وينطِقُ فيها الرُّوَيْبضةُ قيلَ وما الرُّوَيْبضةُ قالَ الرَّجلُ التَّافِهُ في أمرِ العامَّةِ) هؤلاء الرويبضات انتشروا وبدأوا في جمع من يصفق لهم ثم الحديث في أمور لا يفقهون فيها وليست من اختصاصهم وقد شد انتباهي ما قام به أحد الأشخاص مؤخرًا الذي قام بتسجيل مقطعه بشأن شيخ الحارة (العمدة) في الحجاز وبدأ في استخدام ألفاظ الستر بطريقة غير صحيحة مخاطبًا الآخرين بأن العمدة قد ستر على صانع خمر في حارته من أجل أنه يتبع الستر وهو بذلك يخالف الأمانة ويسمح لشخص في ممارسة فعل محرم ويتم تجريمه معتمدًا على الفرق بين الستار والستير..
وللأسف أن هنالك من يسمع مثل هؤلاء الأشخاص ويقتنع بحديثهم ويتم تناقل المقاطع بين الآخرين بطريقة لا تقل سوءا عن طريقة نقل الإشاعات فما ورد من حديث في مثل خطاب الشخص الخاص بالستر يعد خطأ يجب أن يتم الوقوف أمامه ووضع حد له ومنع مثل هذه الفيديوهات من التداول حتى نقي المجتمع من مقاطع لا تمت للحقائق بصلة بل إنها تنشر الهراء والأخطاء بين الناس ومنهم من يصدق ويتقيد بمضمونها.
أتمنى من كل من أسمى نفسه باحثًا أو خبيرًا أو وصف نفسه به أن لا يخوض في أمور لا تخصه ولا يفقه فيها شيئًا وليترك الحديث والنقاش لأهل العلم والاختصاص وليجعل حديثه فيما هو موكل إليه سواء من استندت عليه كنموذج في مقالي أو غيره حتى نقي مجتمعنا وأجيالنا القادمة من الهراء ومن الأحاديث الملفقة وغير الصحيحة وحتى نبعد عنهم شبهات التفكير في أمور واضحة.
وأتمنى من جهات الاختصاص أن تتابع مثل هذه المقاطع وتتبع القائمين عليها ومنع انتشارها في وسائل التواصل الاجتماعي ومحاسبة من ينشر مقاطع صوتية تنشر الأخطاء وتشيع الجهل.