د.عبدالعزيز الجار الله
لقد تأخرنا كثيراً في إعداد قائمة سوداء علنية أو ضمنية غير معلنة للإعلاميين والفنانين والمشاهير في التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، ومن النشطين في مجال حقوق الإنسان ومن الحقوقيين والمحللين العسكريين والسياسيين ممن ينشطون على وسائل الإعلام، من أجل مقاطعتهم أو على الأقل عدم استضافتهم في وسائل إعلامنا السعودي والخليجي والدول التي تقف موقفنا، ليست نظرة عدائية وتحشيد الخصوم، لكن يجب أن لا يتمتع بالأمان النفسي والمالي من يرسل سمومه إلينا صباحاً ونستقبله ونستقبل أعماله في المساء.. يجب عزلهم وإشعارهم بذلك بأنهم غير مرحب بهم وبخاصة من هم من الإعلاميين والمحللين السياسيين والفنانين، لأننا باستقبال أعمالهم كأننا نعطيهم المال مكافأة (لشتمهم) وتقريعهم لنا، ندفع لهم المال من أجل المزيد من تشويهنا.
منذ المقاطعة الرباعية لقطر عام2017م، وقضية مقتل جمال خاشقجي 2018م وهؤلاء: يقبضون الأموال من قطر، والغطاء السياسي والإداري من تركيا وإيران، مع الاستفادة من جميع وسائل الإعلام ومؤسسات وشركات الإعلام والعلاقات العامة في هذه الدول، أيضاً مع الغطاء المالي عبر بنوكهم ومؤسساتهم المالية، واستمروا في تأدية الأدوار وبيع خدماتهم عبر القنوات والجهات الحقوقية ومازالوا بهذه الأدوار، لكننا نلحظ في الأسابيع الأخيرة بعض التغيرات نتيجة:
- دخول أمريكا بكل قوتها العسكرية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية في نزاع مع إيران.
- الحصار الأمريكي الاقتصادي والسياسي لإيران الذي عطل معظم أنشطتها التخريبية.
- تقلص الاقتصاد التركي، وتورطها في الحرب السورية، ومشكلاتها المتفاقمة مع أمريكا والاتحاد الأوروبي.
- ضغوط مالية وسياسية شديدة على قطر بعد حصار إيران، وتحجيم تركيا فليست لها مساحة ومناورات تتحرك داخلها.
هذه العوامل التي أدت إلى تجفيف منابع المال القطري والإيراني والتركي دفع بتجار المواقف السياسية والإعلامية إلى محاولة بعض المصالحات وتحسين المواقف مع السعودية والخليج ومصر، وهنا لابد من وقفة الدول في السعودية والخليج من التمسك بالقائمة السوداء ووقف أي تعامل معهم، بل السعي إلى عزلهم وتعريتهم عبر نشر مواقفهم السابقة.