حث الإسلام على الصدقات، والإنفاق في سبيل الله، وقال عز وجل: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} (245) سورة البقرة، ووعد على ذلك بالأجر الجزيل، والثواب الكبير، قال تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (39) سورة سبأ، ولا يخفى على المسلم عظيم أجر الصدقات، وبذل المعروف للمسلمين، والإحسان إلى الفقراء والمساكين، ولكن يجب أن يعلم الجميع أن المساجد لم تبن لاستدرار المال، واستعطاف قلوب المصلين، بل هي بيوت عبادة، فالواجب احترامها من كل ما يدنسها، ولذا فهي أماكن لا تصلح مكاناً للتسول، وأقرب ما تقاس عليه مسألة التسول بالمساجد بمسألة نشدان الضالة، فناشد الضالة يبحث عن ماله المفقود ومع ذلك أمر الشارع الكريم كل من في المسجد بأن يدعو عليه بألا يجد ضالته، كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه: (من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد، فليقل: لا ردها الله عليك)، لذا فمن الأجدر ألا يُعطى المتسول في المسجد نكالاً له. والتسول مسألة أرقت المجتمع وكثر فيها الجدل عند الكثيرين، فلا تكاد تصلي في مسجد إلا وترى متسولاً واقفاً أمام المصلين كالخطيب، والعجب عندما ترى رجلاً أو شاباً يردد كلمات لطالما سمعناها، وسئمناها، مدفوعاً من قبل فئة مبتزة، قد تريد المساس بأمن هذا البلد واستقراره، وتشويه صورته أمام المجتمعات، إن تلك المناظر المخجلة التي نراها في بيوت الله وعند الإشارات المرورية وداخل المجمعات التجارية لهي دليل على نزع الحياء لدى أولئك المتسولين والمبتزين لأموال الناس، وكم تطالعنا الصحف اليومية بتحقيقات صحفية مع أولئك المبتزين من رجال ونساء، ولسان حالهم جميعاً يقول: نريد مالاً بلا عمل، وهناك وجد بالعاصمة المقدسة مقيم كان يتسول داخل حلقة الخضار بحي الكعكية، بمكة وبحوزته مبالغ مالية، تجاوزت 11 ألف ريال ومتسول بأحد مساجد جدة يدعي الصمم وخلال صلاة المغرب يوم 28 رمضان حصل على 500 ريال! باحد مساجد جدة مما يدل على أن القصد من التسول استغلال عطف الناس للاستكثار لا للحاجة وفي الحديث «عن أبي مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إن لم تستح فاصنع ما شئت) رواه البخاري.. وسبق أن تضمنت إحدى دراسات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ان إجمالي المتسولين وصلإلى 20 الفا منهم ألفان سعوديون ومعهم عشرة أطفال وما عسى أن يكون الباقي هم لا شك إن لم يكونوا حوثيين فهم أشباههم يمتصون عطفنا للمجهود الحربي الحوثي ولقتل أبناء اليمن وجيرانهم (وبمشيئة الله فإن عاصفة حزم وعزم الملك سلمان- حفظه الله- ستذيبهم كما يذوب الملح بالماء)، ولذا فمن واجب الجميع التكاتف فيما بين (إدارة مكافحة التسول - والشؤون الاجتماعية - ورجال الأمن) ونشر رجال المكافحة في المساجد خاصة أيام الجمع وعند صلاة المغرب والعشاء ليس للقضاء على تلك الظاهرة.بل للتخفيف منها بقدر الإمكان ومن واجبنا جميعاً الحض على عدم مد اليد للمتسولين والإمساك بهم ومعرفة دوافع التسول، فالمواطن يحال لجهات الاختصاص وهم قلة، والأجانب تخاطب سفاراتهم ويرحلون فوراً إلى بلدانهم.. والله المستعان.