كان لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية رائد التضامن الإسلامي يحفظه الله بإقامة القمم العربية الثلاث بجوار بيت الله الحرام في مكة المكرمة في شهر رمضان المبارك شهر الخير والانتصارات والتسامح وفي العشرة المباركة العظيمة وفي أطهر بقعة ومنطلق الرسالة المحمدية إلى أصقاع الدنيا.. كان لها صداها الواسع على مستوى العالمين العربي والإسلامي.. بل العالم أجمع، والتي أتت أكلها وحققت غاياتها المأمولة.
لقد اقتدى وتأسى في دعوته الخيّرة وتشاوره المُثمر مع أشقائه من حكام العرب والمسلمين، ممن يهمّهم أمر ذلك امتثالاً لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون}[الشورى:38]
وبما رُؤي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان (إذا واجه أمرًا من الأمور التي قد تمسّ المسلمين وتعترض طريق تبليغ رسالته السامية يأمر بإقامة الصلاة لأنها الصلة الوطيدة بين العبد وربه ووسيلة دائمة لتحقيق الاطمئنان والنصر من رب العباد لأنه الواقي والناصر في الشدائد والمحن دون سواه).
كان الدافع لإقامة القمم الثلاث هو الحرص والشعور بالمسؤولية تجاه الأخطار التي تحدق بالأمتين العربية والإسلامية وخاصة استهداف المملكة العربية السعودية بالاعتداءات الآثمة المتمثلة في إطلاق الصواريخ الباليستية على منشآتها من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية التي طالت مكة المكرمة في تحدٍ صارخ لمشاعر جميع المسلمين، واعتداء آثم على حُرمة بيت الله الحرام، واستهداف منشآت حيوية تمُس استقرار الاقتصاد العالمي بالهجوم بطائرات مسيرة على محطتي ضخ نفط في المملكة، والاعتداء على أربع سفن تجارية من عدة جنسيات بعمليات تخريبية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
من أجل هذا ولحرصه -يحفظه الله- على أمن ومصالح الأمتين العربية والإسلامية واستتباب الأمن والسلام بين شعوبها، فقد دعا إلى إقامة القمم الثلاث التي رآها فرصة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة لتحقيق ما تصبو إليه من تأجيج فرص الاستقرار والسلام، والتصدي للتحديات والأخطار المحيطة عبر بلورة موقف خليجي عربي جماعي يحرص على تحقيق الأمن المشترك والاستقرار لدول المنطقة.
وليست غريبة عليه هذه المبادرة فمواقف قيادة المملكة التي تحرص على حماية الأمن القومي العربي والإسلامي وترسيخ السلام والدفاع عن مصالح الدول العربية والإسلامية ودعم كل ما يجمع الكلمة ويُوحد الصف ويُنسق المواقف العربية والإسلامية.. كل هذه المواقف معروفة وملموسة على امتداد التاريخ.
خاتمة: لقد تابعت وباركت كل الشعوب العربية والإسلامية من المحيط إلى الخليج نتائج القمم الثلاث وما صدر عنها من توصيات ونتائج مثمرة كان لها الدور البارز في نجاح المبادرة ورسم خطة استراتيجية لمواجهة كل التحديات والأخطار المحدقة بالمنطقة وتحقيق أمن وسلامة واستقرار دائم على ربوع دول المنطقة حاضرًا ومستقبلاً والوقوف صفًا واحدًا أمام مخططات إيران العدائية ووكلائها المُسيرين لمؤامراتها في ذلك يجمعها قول المولى عز وجل: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إذ كُنتُمْ أعداء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَة مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون}[آل عمران:103].
ويحدوها قول الشاعر:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرًا
وإذا افترقن تكسرت آحادًا
وبالله التوفيق..
** **
Ali.kodran7007@gmail.com