«الجزيرة» - عبدالله الهاجري:
أظهرت دراسة دولية أشرف عليها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، أن متوسط أعمار المعلمين في المملكة يبلغ 38 عامًا بينما يبلغ أعمار المعلمين في دول المنظمة 44 عامًا، في حين أن متوسط أعمار قادة المدارس في المملكة يبلغ 43 عامًا وفي دول المنظمة 52 عامًا.
وأبانت الدراسة أن العلاقة بين الطلاب والمعلمين إيجابية في العموم، حيث نجد أن 96 % من المعلمين في المملكة متفقون على أن علاقة الطلاب والمعلمين يسودها التفاهم، وأن المعلمين يعتقدون أنه على الطلاب والشباب أن يتعلّموا أن الأشخاص ذوو الثقافات المختلفة تجمعهم في الواقع جوانب كثيرة مشتركة.
وأبرزت الدراسة والتي أشرف عليها المنظمة «وهي منظمة دولية تهدف إلى التنمية الاقتصادية وإلى إنعاش التبادلات التجارية» أن الممارسات التي تُعنى بتعزيز الإدارة الصفية والتعليم مطبقة على نطاق واسع في المملكة، فمثلاً نجد أن 90 % من المعلمين في المملكة يربطون بين الموضوعات الجديدة وتلك التي سبق تدريسها (المعدل في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 84 %).
وكانت المملكة قد شاركت في عام 2018، لأول مرة في المسح الدولي للتعليم والتعلّم (TALIS)، والذي يعقد كل 6 سنوات، حيث يهدف إلى فتح المجال للمعلمين وقادة المدارس للمشاركة في تقييم التعليم وتحسينه من خلال المشاركة بمرئياتهم حول البيئة التعليمية، وتولى تطبيقها في المملكة المركز الوطني للقياس، وقد شارك في الدراسة 260.000 معلم ومعلمة،و15.000 مدرسة من 48 دولة.
وقد عقد التطبيق التجريبي للدراسة في المملكة في مارس 2018م، بمشاركة 20 مدرسة في المرحلة المتوسطة (20 قائد/قائدة، 334 معلم/معلمة)، كما عقد التطبيق الفعلي للدراسة في مايو 2018م، بمشاركة 199 مدرسة في المرحلة المتوسطة (199 قائد/قائدة مدرسة، 3573 معلم/معلمة).
وقالت الدراسة أن السبب الرئيسي لـ93 % من معلمي المملكة لالتحاقهم بمهنة التعليم هو الإسهام في التأثير على تطور الأطفال ونموهم أو الإسهام في خدمة المجتمع، وهو ما يتوافق مع المعلمين في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وعلق وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى على الدراسة بقوله «نتائج ايجابية مهمة يظهرها المسح الدولي للتعليم والتعلّم (TALIS) الذي تقوم به منظمة OECD كل 6 سنوات، حيث شاركت المملكة لأول مرة في هذا المسح الدولي العام الماضي، تأكيداً لمشاركتها وحضورها الدول، المسح يهدف إلى التعرّف على آراء المعلمين وقادة المدارس حول جودة التعليم وكيفية تطويره».
وعودة على الدراسة، فقد أظهرت أن معظم المعلمين وقادة المدارس في المملكة يؤمنون أن زملاءهم متقبلون للتغيير وأن مدارسهم على استعداد لتبني الممارسات المبتكرة، حيث يجد 84 % من المعلمين أن زملاءهم يدعمون بعضهم بعضاً في تطبيق الأفكار الجديدة، وهو أعلى من المعدل في دول المنظمة (78 %).
ويشعر المعلمون في المملكة بالرضا تجاه التدريب الذي يتلقونه، حيث ذكر 75 % منهم أن للتدريب أثرًا إيجابيًّا على ممارساتهم في التعليم، وأن لديهم حاجة ماسة إلى التدريب المتعلّق بتدريس الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشارت الدراسة إلى أن المعلمون في جميع أنحاء العالم يقضون وقتًا أقل في التدريس، في حين أنهم يمضون وقتًا أطول في إدارة الفصل الدراسي وضبطه، وأن 53 % من المعلمين حول العالم يُتيحون لطلابهم فرصة استخدام وسائل تقنيات المعلومات والاتصالات لتنفيذ المشاريع والواجبات المدرسية، وأن 9 من أصل 10 من المعلمين وقادة المدارس حول العالم شاركوا على الأقل في برنامج واحد للتطوير المهني في العام الماضي، وأن 82 % من المعلمين يعتقدون أن التدريب المهني كان له أثر إيجابي على ممارساتهم التعليمية.
ووفقاً للدراسة، كانت مهنة التعليم الاختيار المهني الأول لما نسبته 83 %من معلمي المملكة، بينما كانت الاختيار الأول لما نسبته 67 %من المعلمين في دول المنظمة، ويعمل 7 % من المعلمين في المملكة في مدارس تبلغ نسبة الطلاب الذين يصنفون من أصول مهاجرة أو لاجئة فيها 10 % على الأقل، فيما يجد 77 % من قائدي المدارس أن المعلمين يعتقدون أنه على الطلاب والشباب أن يتعلموا أن الأشخاص ذوو الثقافات المختلفة تجمعهم في الواقع جوانب كثيرة مشتركة.
هذا ويقوم 84 % من المعلمين في المملكة بتهدئة الطلاب المخلين بالنظام، فيما يترك 56 % من المعلمين حرية تحديد طرق حل المهام المعقدة، ويستغل 65 % من المعلمون في المملكة من زمن الحصص الدراسية في عمليات التعلم والتعليم الفعلية.