فهد بن جليد
السيَّاح السعوديون يجوبون الآن معظم دول العالم هرباً من حرارة الصيف وبحثاً عن المناطق الباردة, ليشكِّلوا رقماً صعباً ومهماً, على من لم يتمكنوا من السفر للخارج هذا الصيف لأسباب مختلفة منها «ظروف عملية, صعوبات مالية, ارتباطات عائلية.. إلخ», أن يتمتعوا اليوم ببرامج سياحية وترفيهية نوعية تشبه إلى حد كبير ما يقصده نحو «مليوني» سائح سعودي يسافرون لدول حارة، أجوائها شبيهة بأجوائنا مثل «دبي والكويت» وغيرهما, ما يجعل صيف هذا العام مختلفاً رغم درجة الحرارة المرتفعة, الأمر الذي يؤكد أنَّ التكيُّف مع «الظواهر الجوية» الصحراوية القاسية صيفاً وشتاءً, من السِمَات والطباع الخاصة التي تميزنا عن غيرنا من الشعوب التي تهلك وتضيق «بنصف» معدلات درجات الحرارة التي نصمُّد أمامها ونحتسِّب!
عزيزي الصامد الصابر: عليك أن تعلم بأنَّ درجة الحرارة الطبيعية في وادي الموت -شرقي ولاية كاليفورنيا الأمريكية- تسجل صيفاً ما بين 53- 57 درجة في معظم الأوقات, ومع ذلك يقصدها السياح من مختلف دول العالم ويدفعون آلاف الدولارات, ويركبون الطائرات, ويتكبدون معاناة الحصول على التأشيرات من أجل قضاء أوقات سعيدة والاستمتاع بـ«لواهيب الصيف» هناك, ما يؤكد أنَّ العيش في الأجواء الصيفية الحارة التي نتمتع بها مجاناً, هو لون وشكل من أشكال السياحة المعتبرة والمعتدَّة عالمياً, ولا يجب أن نتذمَّر بسبب ارتفاع حرارة الجو وأنَّنا لم نسافر للمناطق الباردة, علينا التخفيف من شدَّة حرارة الصيف بتذكر أنَّ في «تونس الخضراء» التي يقصدها السياح يتم تسجيل ثاني أعلى معدَّل في العالم بـ«55 درجة» في صحراء ولاية قبلي, لذا علينا النظر لحرارة الجو صيفاً بمنظار إيجابي مختلف, وأكثر تفاؤلاً.
لا يجب التسليم بكل «المسلمات السابقة» التي يعتقدها الناس عن ضغوط الصيف وتأثير درجات الحرارة المرتفعة, بل يجب البحث عن حقائق عصرية وجديدة, فكما أنَّ «حرارة الصيف المرتفعة» هي مصدر جذب سياحي -وهي المعلومة التي قد يستغرب منها البعض- فإنَّ أكل «التوابل الحارة» والإكثار منها «صيفاً» أحد الحلول المبتكرَّة لتبريد حرارة الجسم دون الحاجة لمكيف -هذا على ذمَّة موقع «آكوويذر» المعني بأخبار الطقس- فالتوابل الحارة تُحفِّز الجسم على التعرق، وبالتالي تجعل درجة حرارة الجلد تبرد بصورة تلقائية, وتصبح بمثابة مكيف طبيعي للهواء, بسبب أنَّ درجة حرارة الجسم الداخلية أعلى من الخارجية, لا يجب أن نخشى حرارة الصيف ولنواجهها بكل سعادة, ولعلَّ أفضل رد أجيب به على من يسألني لماذا لم تسافر في الصيف؟ بأنَّني: «لا أحب الزحمة وانتظار الطوابير في المطاعم والمقاهي وارتفاع الأسعار في الأسواق والفنادق والتذاكر باستغلال حديثي العهد بالسياحة, فلن أسافر حتى يعود المُهاجرون والهاربون صيفاً»، وكان الله في عون الصابرين الذين سيوفيهم الله أجرهم بغير حساب!
وعلى دروب الخير نلتقي.