إلى صداقة طفولة ما زالت تتسع حولي، صديقتي فوز
* * * * * * * * * * *
يا صديقتي الجميلة،
ها هو العيد يأتي مسرعاً ليلامس ملامحك الباسمة
فعيد لك، وأنت تصفقين لي عندما كنت أغني وحدي كعندليب غريب في أرض يباب
وعيد لك، وأنت تشبهين ريحاً عاتية تدافع عني في لحظات الغياب
وعيد لك، وأنت تشعلين لي قلبك الشاسع قناديل محبة في زمن العتمة
وعيد لك، وأنت تروين بمطر دموع عينيك العسليتين صورتي
وعيد لك، وأنت ترسلين دعواتك البيضاء التي توقظ الصلوات الإيرلندية
وعيد لك وأنت تحكين لي بفرح منامات اشتياقك لي
وعيد لك، وأنت تهديني باقات جاردينيا كلما مرّ بي فرح صغير
وعيد لك، وأنت تلفيني بحنانك الباذخ الذي يخطف حنان الأمهات
وعيد لك، وأنت تعطرين وشاحي الزاهي
وعيد لك، وأنت تحرسين كتبي في ذاك الرف البعيد
وعيد لك، وأنت تتجرعين في صمت جليل مرارة الفراق
وعيد لك، وأنت تغزلين لي في فصل الشتاء أصباح دافئة من أغنيات فيروز
وعيد لك، وأنت تنثرين عبق شغب طفولتنا بين فناجين القهوة
وعيد لك، وأنت تقاسمينني حكايات سهوب أمهاتنا الجميلات
وعيد لك، وأنت تستقبليني باغنية ترحيب، وتبكين
فوز
أرجوك، لا تبكي عندما أعايدك، أتعلمين لماذا؟
لأنك عيد لؤلؤي في سمائي.
** **
- تركية العمري