عبدالسلام بن عبدالله العنزي
في حوار مختلف، وفي طرح جريء وحازم وواضح، عودنا عليه سمو ولي العهد مع صحيفة الشرق الأوسط، وضع سموه أهم الخطوط العريضة للدبلوماسية والسياسة الخارجية السعودية تجاه المنطقة.
تحدث سموه عن الخطر الإيراني ومساهمته في زعزعة الأمن الدولي وتهديداته المستمرة للأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، واضعاً المسؤولية في ملعب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، حيث أصبحت إيران مهدداً حقيقياً للأمن والسلم العالميين، وذلك باستهدافاتها الأخيرة لناقلات النفط في الخليج العربي، عبر أذرعتها المسمومة المليشيا الحوثية، والتي تغذيها إيران بشكل مستمر وواضح للعيان، وتمدها بالسلاح والصواريخ على حساب قوت المواطن الإيراني.
وتحدّث سموه عن الشراكة السعودية الأمريكية والتفاهمات الكبيرة مع القيادة الأمريكية، وكذلك الوضع في اليمن وسوريا والسودان ودول عربية يهم المملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها أن تكون دولاً آمنة ومستقرة، تحكمها قيادات شرعية تضمن لها سبل العيش الكريم.
تلك الخطوط العريضة وغيرها هي الصورة الحالية والواضحة الجلية للدبلوماسية والسياسة الخارجية السعودية تجاه دول المنطقة، والتي تشهد تقلبات وصراعات.
وعرج سموه على أن رغم تلك الصراعات والمشاكل التي تحوم حولنا، إلا أن المملكة تمضي قدماً في تنفيذ رؤية 2030 هذه الرؤية العملاقة، والتي يقودها سيدي سمو ولي العهد، والتي جعلت من المملكة في مصاف الدول المتقدمة اقتصادياً وعسكرياً، وساهمت في بناء الوطن على أسس عصرية وحديثة.
وهذا ما يميزنا عن غيرنا، نعم نساهم في حل مشاكل دول الجوار الإقليمي، إلا أننا نسير إلى الأمام في خطى ثابتة ومستقرة لرفعة الوطن والمواطن السعودي، والذي هو المرتكز الأساسي في التحول الاستراتيجي للمملكة، حيث قال سموه «فخور بأن المواطن السعودي أصبح يقود التغيير، بينما تخوف الكثيرون من أن الرؤية ستواجه مقاومة بسبب حجم التغيير الذي تحتوي هذه الرؤية».
فالتحول السريع للمشهد في المملكة أصبح مألوفاً ومحفزاً للطاقات الشابة في الداخل ذكوراً وإناثاً، وكذلك على صعيد الفرد والأسرة والمجتمع، والتي سرعان ما اندمجت في هذا التحول، معتقدة بأنها برعاية أيدٍ أمينة، تضمن لها الحياة الكريمة والرفاهية المطلوبة.
هذه التغيرات والتحولات الهائلة التي شهدتها وتشهدها المملكة حالياً، من الضروري جداً أن تشهد كذلك انفتاحاً على المجتمعات الخارجية لإيضاح الصورة والهدف المنشود من هذا التحول الكبير، وإيضاح ماهيته وأهدافه وغاياته، وكذلك ما توصلت له من نتائج، وهذا هو دور السفارات السعودية في الخارج، والكوادر الدبلوماسية السعودية المدربة والمؤهلة لنقل الصورة الحضارية والجديدة للمملكة، فقد تكون لدى بعض الأشقاء، خاصة دول الجوار فهم خاطئ عن هذا التحول أو عن مراده وأهدافه، فلم لا تكون هناك ورش للعمل وندوات يقوم بها محاورون سعوديون وأكاديميون وطاقات شابة مدربة توصل هذه الرسالة العظيمة للآخرين من الأصدقاء والمؤيدين، متسلحين خلالها بسلاح المعرفة والعلم ورؤية شابة عصرية وجديدة.
فهذا هو التحول والتغير الذي من خلاله تحققت وسوف تتحقق أحلامنا وأَمانينا كجيل شاب فاهم وواعي ومتوقد. هي الرسالة الدبلوماسية والسياسة السعودية الجديدة والحازمة التي أشار لها سموه من خلال لقائه.