تصوير عبدالرحمن الوليدي:
تعد نافورة الملك فهد في جدة أحد أبرز وأهم المعالم السياحية وأحد معالم مدينة جدة. وتشتهر نافورة الملك فهد في جدة بكونها الأطول في العالم وفق تصنيفها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، فالمياه التي تطلقها لتصل إلى ارتفاع 312 مترًا لتوفر المتعة للناظرين من كل أنحاء مدينة جدة، ويفوق ارتفاع المياه في النافورة ارتفاع برج ايفل في فرنسا.
وتقع النافورة على شاطئ البحر الأحمر قُبالة كورنيش جدة الذي يمثل أحد أكثر الأماكن المُناسبة لمشاهدة وتصوير هذه النافورة، خصوصًا في ساعات الغروب والمساء حين يتم إضاءة النافورة بصورة مُذهلة.
ويعود تاريخ تدشينها الرسمي إلى شهر مايو سنة 1985م، حيث قدم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز المشروع لأهالي مدينة جدة وسكانها عام 1980م، وكان الأمر في البداية يقتصر على أن يصل طول النافورة إلى 120 مترًا فقط فوق الشواطئ الغربية للمدينة على البحر الأحمر، وبدأ المشرفون على المشروع بالتنفيذ وفق المواصفات؛ ومع مضي فترة من الإنجاز بدأت عيونهم تتوجه نحو زيادة ذلك الارتفاع أكثر لتصبح فريدة من نوعها وارتفاعها، وبنيت النافورة على الارتفاع الحالي لتكون أطول نافورة مائية على مستوى العالم، وبالفعل تمكنت من حصاد هذا اللقب بعد أن دشنت رسميًا في عام 1985م. وكان من المفترض أن تتخذ النافورة طابعًا يشبه نافورة جنيف، إلا أن فريق التصميم أراد الانفراد وصممها على الشكل الحالي، وتمتاز بقدرتها على ضخ الأطنان من مياه البحر الأحمر المالحة إلى الأعلى بسرعة تصل إلى 375كم في الساعة الواحدة، أما فيما يتعلق بوزن المياه التي تضخ منها فإنها تراوح ما بين 16 - 18 طنًا.
وكان فريق التصميم قد صمم النافورة على شكل مبخرة عربية قديمة تنطلق منها المياه، إلا أنه خلال فترة الإنشاء قد قوبلت مشكلة في التصميم نظرًا لتعرض الهيكل للصدأ والتآكل بسرعة فائقة نظرًا لملوحة الماء الذي تضخه النافورة من البحر الأحمر، فقرر فريق التصميم إخضاعها لعمليات صيانة دورية من الطلاء الواقي لهيكلها ليوفر الحماية اللازمة من الصدأ، إضافة إلى ذلك فقد زودت بـ500 كشاف ضوئي لينير المنطقة في ساعات الليل، وتمتاز هذه الكشافات بالقدرة الفائقة على تحمل قوة ضغط الماء المستمرة.