أمل بنت فهد
حين تُبتلى أسرة بأب فاسد، فإنها تعيش تبعات فساده ويلات لا تنتهي، وإن كان مستبداً وظالماً فإنها تقاسي عذاباً لا ينتهي وتعيش خوفاً وتوترًا وقلقاً، وتضيق بها الدنيا رغم سعتها، وإن كان مراهقاً فإنها تعاني من إحراج لا ينتهي بين الناس، وقس على ذلك حين تتورّط الدولة بحاكم يحمل بعضاً أو كل الأوصاف المذكورة، فإن شعبه حتماً سيعيش ارتباكاً وخوفاً وفقراً وقهراً، وحرباً أهلية وشيكة تروّعهم وتنذرهم بأنها قادمة لا محالة.
أما حين يكون الحاكم قائداً يجمع بين الحكمة، والحزم، والذكاء السياسي، واضعاً مصلحة الوطن المواطن فوق كل الاعتبارات، فإنها نعمة عظيمة تستحق الشكر لله وامتناناً يفيض على الناس بالطمأنينة، والثقة، فتصبح الأحلام ممكنة، والسعادة حاضرة، والأمان في كل مكان، وهذا ما يحدث معنا في وطننا ولله الحمد والمنة، ما بين ملك حازم وحكيم بأبوة تصلك رحماتها أينما كنت، وولي عهد محبوب ويحمل على متنه أحلام وطموح شعب بأكمله، ومحاطين برجال ونساء يحملون ذات الهم الهمة، لذا يحق لنا التباهي، ويحق لنا الفخر، وإن ثارت مؤامرات الطامعين والحاقدين، لن تحرك ساكناً فينا، لأننا نعيش يقيناً وإيماناً وثقة، من الصعب أن تهتز، أو تنقص.
ويعرف من يعيش تحت وطأة الظلم والمراهقات السياسية، كيف يكون الوضع مرعباً حين تعم الفوضى في كل مكان، ويكون الانفجار قريباً جداً، بثورات وتحديات للظلم وأهله.
الحاكم الظالم فُرقة ما بعدها فُرقة، وشتات يعد بفوضى مرعبة، وغضب منفلت وحشود ناقمة، لذا هو شر محض، وعادة الشر أن يفني بعضه بعضاً وإن طال بقاؤه، فإن رحيله سيكون بحجم الدمار الذي سببه، وهو خوف يعيشه في أعماقه، وإن حاول أن يتظاهر بالقوة، أو يفتعل أمام الآخرين أنه بخير، فلا يمكن أن تكون بخير وأنت تدرك كم سحقت شعبك، وكم آذيت جيرانك، وكم شاركت في سقوط دول كانت يوماً ما موجودة، إنك تعيش أسوأ أيامك، وتعرف أن سقوطك قريب جداً، لذا أحطت نفسك بالغرباء، علهم ينقذونك حين تحين ساعة الصفر، ويبدأ انتقام شعبك منك، ولكن الغريب يبقى تهديداً آخر لا يقل خطورة عن الشعوب الغاضبة.
أخيراً الحمد لله على نعمة آل سعود، الحمد لله على نعمة السعوديين والسعوديات، الحمد لله كما يليق بجلاله.