محمد المنيف
أشرت في المقال السابق إلى المهندس طلال زاهد وحرمه نادية الزهير داعمي الفن التشكيلي. وجاء في آخر المقال إشارة إلى المجمع التشكيلي الذي أقامه طلال أدهم، ويؤسفني اختلاط الأمر بين الاسمين والأنشطة التي يقدمها كل منهما مع تقديري للقامتين فكلاهما عينان في رأس الفن التشكيلي في جدة.
وأعود لاستكمال ما نقص في المقال حول دور المهندس طلال زاهد الذي أسس مسابقة الزاهدية التي ما زالت قائمة ومرت بثلاث دورات الأولى في جمعية التشكيليين في مكة بفكرة من مدير الفرع السابق النشط الفنان صديق واصل وأقيم لها معرض بالتعاون مع أتيليه جدة، كما أقيمت الثانية في القاهرة والآن الدورة الثالثة في الطائف.. كما تميز اهتمام المهندس طلال زاهد وحرمه السيدة نادية باقتناء الأعمال التي تم عرضها في منازله الثلاثة الأول في شارع التحلية لمقتنيات الفن السعودي حيث يشتمل على مجموعة من الأعمال المنتقاة لأجيال الفن السعودي والثاني في درة العروس للفن المصري وتتضمن المجموعة المتميزة من أعمال الفنانين الكبار والشباب من مصر والثالث في الطائف يتم تجهيزه لفن النحت.. ونتوقع أن يشتمل على تنوع من المنحوتات للفنانين السعوديين والعرب.
هذا الكم من الأعمال الفنية المتعددة والأساليب وهذا التنوع في تخصيص منازل لكل فئة من الفنانين ما يؤكد أن لدينا الكثير من هؤلاء الرجال من أصحاب الذائقة العالية والمالكة لبعد النظر في الفنون التشكيلية باعتبارها مجالاً للاستثمار بالجديد منها أو ما أمكن اقتناؤها لفنانين من مراحل حسب الفترات الزمنية للفن العربي بما فيه الفن السعودي، الذي تحسب فيه الأعمال القديمة الأعلى ثمنًا كما نشاهدها في المزادات العالمية.
اختم بالعودة للمهندس طلال زاهد والسيدة حرمة وما أصبحوا به من قدوة في مجال الاقتناء وما يعنيه هذا الفن من أهمية على المستوى العالمي وما يقام له من متاحف ومزادات، إن في مثل هذا الدعم من رجال الأعمال أو محبي الفنون من أصحاب الذائقة العالية المقدرين للقيمة الفنية والتاريخية والمادية لهذا الفن ما يشعر الأجيال القادمة بالارتياح وبالسعي لإنتاج ما يلفت النظر لمثل هؤلاء الرجال.