شريفة الشملان
تتمدد أشهر صيفنا وتطول، والحرارة تأخذ بالارتفاع يومًا بعد آخر ولا شيء يطفئ هذه النار. يعد الخروج خارج المنزل عملية تحتاج إلى تدبر وتنظيم.
جيب رب الأسرة يستغيث هو الآخر مما يدفعه لشركة الكهرباء التي تزيد الهم هما ولا تراعي هذا الجو النار، تبدو الأمور صعبة وقلة الحيلة أمام أغلب المواطنين، خصوصاً ذوي الدخل المتوسط ومحدودية ناهيك عن الفقراء الذين يسارعون للوقوف أمام بوابات الجمعيات الخيرية قد ينالهم شيء وقد لا ينالهم.
الشمس تلك التي كانت حبيبة قبل بضعة أشهر أصبحت لظى، تنثر حمم من جهنم.
بلدنا واسعة ومتعددة التضاريس ومن ثم الأجواء وفيها ملجأ لكل المواطنين، فالعطلة الصيفية طويلة والأطفال بلا مدارس يأكلهم الفراغ، نعم هناك بعض الأنشطة هنا وهناك ولكن لن يستوعب الوقت الطويل ولن يبعث نسمة في هذا القيظ.
عندما تطير درجات الحرارة فيكاد بعضها يعانق الخمسين وربما يتعداها أحيانًا، نجد في شمال الوطن وجنوبه هناك فسحة من براد أو ربما بما هو معقول من درجات الحرارة.
في شمال المملكة حيث تبوك والجوف وحائل مدن الشمال جميعًا معتدلة الجو وذات الأشجار الوارفة الجميلة التي تتأثر بشيء من طقس البحر الأبيض المتوسط، حيث الاشجار المثمرة من زيتون وحمضيات، إضافة لمشروع الزهور الذي نمى وأزدهر مع إدخال بعض أنواع جديدة من الزهور والورود يجعل من تبوك مدينة الزهور ومثالية للعيش.
كذا لدينا مدينة الطائف ذات الجو الجميل وأيضًا شهرتها في وردها الطائفي الذي غدا رمزًا لها، جميلة وخضراء بأشجارها وتين البرشومي يتناثر في أرجائها، قطعة من الجنة ألقاها الله على الأرض فكانت الطائف، تلك حكاية تروى بين الناس.
إذا انتقلنا لمنطقة الجنوب نجدها ذات الجبال جميلة تعانق الغيم وأبها بهية تتيه حسنًا. وجو معقول لن يفرق كثيرًا عن أجواء لبنان.
هي مناطق جميلة وما تحتاجه رعاية كثيرة وكبيرة بمقولة «حب الوطن ينبع من حب مواطنيه»، ممكن تسوية الكثير من أراضي الدولة وتذليل بعض الأماكن من وهاد وجبيلات لتكون أماكن جميلة للسكنى، وأنيقة مفرحة للسكان.
ولا بد من إنشاء الفنادق الصغيرة ذات السعر المعقول حتى ولو دعمت من الدولة. مع شقق فندقية، لا بأس من أخذ تأمين حتى تعود الشقق نظيفة وجيدة مثل ما سكنت.
السعادة هي الشعور بالأمان أولاً والراحة ثانيًا وأهم شعور براحة المسافر أن ما في جيبه يكفيه.. ويمكنه ارتياد مقاهٍ جميلة مطلة على منحدرات جميلة، ومطاعم نظيفة وبسيطة. السياحة في الوطن مكسب كبير للوطن. وبالوقت ذاته هي ارتباط أكبر فيه. بجباله ومنحدراته بصيفه وشتائه.
لو انتهينا من المناطق التي نعدها باردة ورحنا صوب القصيم لوجدناها جميلة لطيفة المناخ في كل بقاعها ولها حضور جميل في السياحة الوطنية. ما يزعج هو الأسعار النار التي تجعل المواطن يحجم عن الذهاب، غير المعقول أن تكون بعض أسعار المنتجعات تضاهي أوروبا وبخدمات متواضعة جدًا.
لو التفتنا قليلاً لوسائل النقل من وإلى مصايفنا، وجدنا أن الخطوط السعودية وكذا الخطوط التجارية الأخرى لا تعمل مواسم تخفيض بالمقابل تعمل تخفيضات مغرية لدول أوروبا صيفًا ولشرق آسيا شتاء.
المواطن رب الأسرة المقيم بالشرقية أو الوسطى من متوسطي الحال لا يستطيع وأسرته دفع مبالغ كبيرة، ولا أيضًا المخاطرة بالذهاب بسيارته طريقًا طويلاً غير مضمونة عواقبه. وربما ذلك يجعله يتجه لبلدان قريبة وأسعارها معقولة ومضمونة الأماكن المريحة والجو البارد.
واللهم هون علينا صيفنا ودفع عنا حرة، وافتح لنا طاقة من رحمتك.