فهد بن جليد
ما يُميز برامج وخطوات الترفيه المتسارعة في بلادنا أنَّها تأتي بشكل مُنظم ومدروس ووفق الاحتياج الاجتماعي الحقيقي والمتعطش، لتستفيد من مُجمل التجارب العالمية من حولنا، فقطاع الترفيه في المملكة هو الأحدث في منطقتنا إن لم يكن في العالم، وهذا يمنح التفوق «للنسخة السعودية» لأنَّها تؤسس لهذا القطاع وفق أحدث النظريات والعلوم المتخصِّصة -إذا ما تجاوزنا الاحتياج المجتمعي وكثافة الأنشطة- والتي قد يحدث بسببها بعض الأخطاء غير المقصودة من المنظمين والمتعهدين التي سرعان ما يتم تداركها من الجهة التنظيمية المشرفة، وهذا أمر طبيعي جداً ومُتوقع نتيجة «حداثة التجربة» وتسارع البرامج والأنشطة، وغياب الفهم العميق لنوعية الترفيه الذي يحتاج إليه المجتمع والأسرة السعودية، ولعلَّ الخطوة الأخيرة بإنشاء «الأكاديمية السعودية للترفيه» ستُعالج مثل هذه الظواهر العابرة، فهي ستُعنى بتقديم البرامج المتخصِّصة لتأهيل الكوادر الوطنية للعمل في هذا القطاع، وتُسهم في تعزيز الجهود التكاملية بين هيئة الترفيه والقطاع الخاص والجهات الأخرى، شريطة أن تتلمس الهيئة المفهوم الحقيقي للترفيه، ونوعية الاحتياج الفعلي له من المواطنين والمقيمين من خلال الاستبانات والدراسات والبحوث والاستطلاعات و»الأهم دائماً» تقيِّيم التجارب القائمة، لجعل الترفيه صناعة « أكثر احترافاً» في بلادنا، وخياراً وظيفياً للشبان والشابات السعوديين للانخراط فيه بكل ثقة «كعمل مُستدام» يوفر الاستقرار والأمان الوظيفي، ويلبي الأهداف الاقتصادية والاجتماعية المرجوَّة منه وفق رؤية المملكة 2030.
إضافة لما تواجهه «هيئة الترفيه» اليوم من سقف تطلعات مُرتفع جداً من المجتمع المرحب ببرامجها وخططها والمتفاعل معها، وسط نقص الكوادر المؤهلة والتجهيزات اللازمة، تظهر مُحاولات تشويه متعمَّدة ومكشوفة أغلبها يأتي من الأعداء في الخارج «بحسابات مُخادعة» على مواقع التواصل الاجتماعي بمُعرِّفات وأسماء سعودية وهمية، للتشكِّيك في أهداف التجربة الجديدة بقصد التخويف، والإيهام بوجود «جبهات وهمية» لمقاومة أنشطة الترفيه ورفضها، ما يجعل «الهيئة» أمام تحد كبير، ومهمة صعبة، كلنا «ثقة» في تجاوزها بسهولة وفق عمل مؤسسي يضع «الترفيه» في المكان الملائم له «كصناعة» وخيار وطني بعيد كل البعد عن الاجتهادات الفردية، وهو ما تقوم به الهيئة وتسير وفقه بكل اقتدار ويمنحنا «كجمهور» الاطمئنان اللازم.
بعيداً عن المجاملة والعاطفة، خطوات وخطط وبرامج «هيئة الترفيه» تجعلنا نؤمن بأنَّ هذه الصناعة في بلادنا هي الأهم في المنطقة، بتفوقها «اليوم وغداً» على نظيراتها من حولنا والتي تعتمد في الأساس على الجمهور السعودي، المستهلك والمستفيد الأول منها، بدليل أنَّ عيون صُنَّاع الترفيه في المنطقة والعالم تتجه صوب الفُرص الترفيهية في السعودية للاستثمار فيها، مع تطلع كل المبدعين والفنانين للمُشاركة في المواسم السعودية، ما ينبئ بأنَّ القادم أجمل لمستقبل هذه الصناعة في بلادنا «رغم أنف» الحاقدين والحاسدين والمثبطين.
وعلى دروب الخير نلتقي.