مملكة العطاء يزداد جودها في رمضان عن غيره من الشهور بأنواع الجود ومن هذا الجود المبارك إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم في بعث القراء لتعليم الناس وإقرائهم؛ حيث قامت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد - مشكورة - بإيفاد سبعين إمامًا وقارئًا للقرآن إلى خمس وثلاثين دولة من دول العالم للإمامة في صلاة التراويح وتذكير المسلمين وحثهم على الخير، ونشر منهج الوسطية والاعتدال المجانب للغلو والجفاء، والذي لقي صدىً كبيرًا وأثرًا بالغًا في العالم من خلال مشاعر الرضى والفرح التي تلوح على وجوه المسلمين في تلك البلدان، وكلمات الشكر والثناء على ألسنتهم.
وهذا ما شاهدته ولمسته أثناء قيامي بهذه المهمة الشريفة في مشيخة نوفي بازار في دولة صربيا من الدعوات الصادقة للقائمين على هذا البرنامج المبارك، والشكر الجزيل للمملكة العربية السعودية على جهودها المتجددة والحثيثة في خدمة الإسلام والمسلمين، وإرسال رسالة الإسلام النقي البعيد عن التطرف والجفاء.
وإنها لتجربة ناجحة أفدتُ منها الكثير من الخبرة في مجال الدعوة إلى الله، والوقوف على الثقافات المختلفة، وكيفية التعامل مع الناس، والالتقاء بإخواننا المسلمين في تلك البلدان.
ومن جميل ما شاهدته هناك مما يثلج الصدر ويسر الخاطر أن عددًا من أئمة المساجد هناك ممن تخرجوا من الجامعات السعودية فأفادوا منها المنهج الوسط المعتدل، وظهر ذلك على حسن تعليمهم للناس ودعوتهم لهم.
وكذلك إقبال كثير من الشباب على المساجد وشهود الصلوات الخمس والتراويح والتهجد
وقد جاوز عدد المساجد هناك ستين مسجدًا تقام فيها الجمعة والجماعة.
ومما شاهدته أيضًا النشاط الكبير في الدعوة إلى الله تعالى، وتحبيب الناس للإسلام وترغيبهم فيه.
ولا أنسى المشروع الخيري الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- لتفطير الصائمين، الذي كان له دور في اجتماع المسلمين وتآلفهم.
وإنني لأشكر الله تعالى على هذا التوفيق لهذه المهمة، ومن شكر الله تعالى الشكر لمن كان وراء هذا التميز الفريد الجديد للبرنامج، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في حسن اختيار صاحب المعالي الشيخ د. عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ الذي كان متابعًا للبرنامج منذ انطلاقته حتى اكتمل عقده واستوى على سوقه.
زادهم الله توفيقًا وسدادًا..
فَقُل للعُيُون الرٌّمد للشَّمس أعيُن
تَرَاها بِحَقٍ، في مَغِيب ومَطلَعِ
وسامِح عُيونًا أطفأ الله نُوَرَها
بأبصَارِها لا تَستَفِيق ولا تَعِي
ثم الشكر لمعالي الوزير الموفق ونائبه والقائمين على البرنامج بالمتابعة الحثيثة.
كتب الله أجرهم، وضاعف مثوبتهم، وحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه.
** **
د. حمد بن محمد الوهيبي - موفد وزارة الشؤون الإسلامية إلى صربيا