د. عبدالرحمن الشلاش
لا أعتقد بأنه يخفى على أي متابع الحجم الحقيقي للثلة الحوثية المسيطرة على اليمن بعد انقلابها على الشرعية. هذه الثلة تمثل أقلية في اليمن ولولا ما تجده من دعم فارسي لربما سقطت مع أول مواجهة مع قوات الشرعية المدعومة من التحالف.
من يحب اليمن ويتمنى له الخير يسأل الله أن يخلصه في أسرع وقت من الانقلابيين الحوثيين وأن تعود الشرعية لينعم اليمن بالهدوء والاستقرار. الأمر لا يقتصر على ما ترتكبه مليشيا الحوثي من جرائم وفظائع نتيجة القصف العشوائي للأحياء السكنية والتعذيب الوحشي بل تعدى ذلك إلى الاعتداء على المملكة بإطلاق الصواريخ وآخرها على مطار أبها وإصابة 26 مدنيًّا من جنسيات مختلفة.
أيضًا دور العبادة لم تسلم من انتهاكات أعداء الدين والإنسانية حيث دمرت المليشيات وبحقد طائفي بغيض مجموعة من المساجد تدميرًا كاملاً، وكان الله في عون الشعب اليمني المظلوم الذي فرض عليه مجموعة من قطاع الطرق والقتلة كي يتسلطوا عليه ويتحكموا بحياته، حتى غدا هؤلاء كالهم الثقيل على كل اليمنيين. قزم صغير ليس عصيا لولا الدعم الإيراني وسط صمت مطبق من بعض الدول والهيئات الأممية.
تحت حكم الحوثي توقفت التنمية وعم الخوف أرجاء اليمن وتم الاعتداء على المستشفيات وسرقة ما بها من أدوية ومعدات، وعم المرض والفقر أرجاء اليمن الذي كان سعيدًا قبل أن تحكمه مليشيا القزم الحوثي المدعوم من إيران.
اليوم نحن في مفترق طريق، وموازين القوى تميل كثيرًا لصالح قوات التحالف والشرعية ولا مجال للمقارنة، لكن الحوثي مستمر أيضا في معركة انتحار يتطاول من خلالها بقصف عشوائي خاسر وخائب عبر صواريخ يتم التصدي لها بكفاءة عالية وتمكن منقطع النظير من قبل قوات الدفاع الجوي, وجنود بواسل يقفون بثبات وقوة وإيمان عميق يحرسون الحدود لا يهابون الموت.
ويواصل سلاح الجو قصف الطائرات الإيرانية الرابضة في مطار صنعاء تحمل الأسلحة والصواريخ دعما للحوثي ليواصل اعتداءاته وطيشه وتهوره في حرب عقائدية خاسرة مهما طال الزمن. رهان الحوثي خاسر فقوته مرتبطة بمدى إمداد إيران له بأسلحة ومال وغذاء وتواطؤ بعض القوى الخارجية ما عدا ذلك فلا قوة تذكر للحوثي بشرط أن تتحرك أيضًا قوات الشرعية على الأرض لحسم الأمور.