م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. تختلف ذائقة الناس باختلاف ميولها ووجوهها.. سواء في تذوق اللوحة التشكيلية أو في التحليق مع القصيدة الشعرية أو في الانفعال مع المقالة النثرية.. فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.. فهذا الذي خلق التدافع بين الناس وأوجد المنافسة بينهم نحو الإجادة والأفضلية.
2. اختلاف ذائقة المبدع نوع من الإبداع في جنس العمل الواحد.. فالشعر بحور ومذاهب.. والفن التشكيلي مدارس.. والمقالة أساليب ومضامين.. قد يستهويك وجه محدد في العمل الإبداعي ولا تستهويك الوجوه الأخرى لنفس النوع من الإبداع.. من هنا ينشأ الأتباع والمتابعون والمستمتعون والمتعلمون.
3. الإبداع أشبه بالتحليق في الفضاء الغامض.. لا ترى فيه شيئاً.. ووسيلتك للرؤية هي التفكير والتحليل والملاحظة والحدس والمهارة.. والموهبة التي خصك بها الله تعالى.
4. إبداعات الأمم لم تتكون نتيجة أبحاث ودراسات.. بل تكونت تلقائياً نتيجة تراكم منظومات قيم ومفاهيم وأنماط تفكير ومحصلات إدراك تتوارثها الأجيال.. فتنجب الإبداع.
5. يتساءل المهتمون بصناعة الإبداع: هل تأتي ثقافة الإبداع من الأعلى اكتساباً وتلقياً.. أم تأتي من الأدنى ابتكاراً واختراعاً؟ وما الذي يدفعها للتوهج.. هل هو الإشباع أم الحاجة؟
6. ويتساءل الناس هل الإبداع ذكاء أم فطرة؟ وهل يكمن الإبداع في الأسبقية أم في جمال الشيء أم اختلافه أم فائدته؟ وهل الإبداع فعل فردي أم جماعي؟ وهل الإبداع علم يمكن تلقينه واستيعابه؟ وهل يمكن بناء بيئة تستمتع بالإبداع وتحفز عليه وتحتفي به؟
7. عُرِّف الإبداع على أنه ومضة من ضياء الفكر.. تتبلور فيما بعد في أشكال وصيغ مبتكرة في كل المجالات من شعر أو نثر أو رسم أو تصوير أو علم أو اختراع أو حلول.. على ذلك فالإبداع ابتكار الشيء على غير مثال سابق.. أو إنتاج شيء جديد في صياغته مؤثر في مجاله.
8. الإبداع لا يرتفع إلا بجناحين.. الأول ذاتي كون الإبداع عملية إنسانية تعمل داخل نفسية المبدع.. أما الجناح الثاني فهو وجود البيئة المتعطشة للإبداع المتقبلة له.
9. السهل الممتنع هو الإبداع.. ما عدا ذلك فهو صنعة.