فهد بن جليد
الأمير محمد بن سلمان يُشبه «شعبه الشاب» كثيراً، فهو منهم وفيهم «بأحلامه وطموحاته»، لذا لامس حواره الشامل مع الزميلة الشرق الأوسط جميع شرائح المجتمع السعودي الذي تفاعل كثيراً مع مضامينه، وأيَّد كل ما جاء على لسان «سمو ولي العهد»، فهذا الحوار ليس للسعوديين وحدهم، فقد وجد أصداءً واسعة في المنطقة والعالم كونه يتسم بالصراحة والشفافية والوضوح، ويرسم ملامح المُستقبل مُنطلقاً من الواقع ليشخص حالنا، ويضعنا أمام استحقاقات المرحلة للوثوب إلى الغد.
ففي خضم الأحداث والصعوبات والتحديات التي تمرُّ بها منطقتنا، بعث الأمير محمد بن سلمان في حواره «رسالة أمل ومحبة» لشعوب المنطقة وقادتها بضرورة التوحد لتحقيق حلم الغد بتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى «أوروبا جديدة»، و»ألاَّ نكون أسرى لأوضاع مؤقتة حتى لا تمنعنا من العمل على تحقيق واجبنا الأول بصفتنا قادة في المنطقة، بالنهوض بدولنا» و»ألاَّ تشغلنا تحديات اليوم عن العمل بشكل حثيث لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة» وأنَّ المنطقة العربية يوجد بها إجماع بين الغالبية العظمى لدولنا على «أولوية العيش الكريم للمواطن» فدولنا تتنافس لتحقيق أفضل معايير الحياة للمواطن، الأمير كان «شجاعاً وحالماً» ولم يكن «أنانياً في حلمه» بل كان مُحباً لكل الدول الشقيقة والصديقة في منطقتنا عندما ذكر بأنَّ المملكة قبلة المسلمين وبلد الحرمين بما حباها الله من «ثروات طبيعية، وموقع استراتيجي، وقيادة حكيمة، وشعب جبَّار مبدع ومبادر» لا يليق أن يكون هذا البلد إلا في موقع الصدارة مهما كانت الظروف والتحديات، و»لن يهدأ لنا بال حتى نحقق هذا الهدف لوطننا أولاً، ثم لأشقائنا في المنطقة».
لقد أضاء الأمير محمد في حواره على الكثير من الجوانب في الداخل السعودي، فها هو يذكر بأنَّ «ما يحدث في المملكة ليس فقط مجموعة إصلاحات مالية واقتصادية لتحقيق أرقام مُحدَّدة، وإنَّما هو تغيير هيكلي شامل للاقتصاد الكلي للمملكة هدفه إحداث نقلة نوعية في الأداء الاقتصادي والتنموي على المديين المتوسط والطويل»، لقد راهن الأمير محمد على «أبناء وطنه» وكسب الرهان، ليثبت الشباب السعودي أنَّه من يقود التغيير ويصنَّعه بنفسه لهذا الوطن، سمو ولي العهد أعلنها صراحة «أنا فخور بأنَّ المواطن السعودي أصبح يقود التغيير» خلافاً لما كان يتخوَّف منه البعض بأنَّ «المُقاومة» هي أصعب ما سيواجه الرؤية والتحول الاستراتيجي، ولكنَّ الشباب السعودي أصبح «يتسابق أمامي ويقود التغيير»، انتهى حديث الأمير ومازالت أصداؤه تتواصل، فهكذا هم الزعماء الأكثر شجاعة يتحدثون مع شعوبهم في الوقت المناسب بكل شفافية ووضوح، وفي هذا دلالة على «الإيمان المشترك» بين القائد وشعبه.
وعلى دروب الخير نلتقي.