د. محمد عبدالله الخازم
الرياضي يسعد آلاف المتابعين والمشاهدين بإبداعه سواء في كرة القدم أو غيرها، ولكن الواقع المزعج الذي لا مناص منه هو أن عمر الرياضي في الملاعب قصير وفترة عطائه تأتي في مرحلة التكوين أو في عمر مبكر من حياته بشكل يصرفه -بصفة عامة- عن العمل على تهيئة مستقبله بالشكل المناسب، كصرفه عن التعليم المتقدم أو الوظيفة أو غير ذلك. فجأة يجد نفسه توقف عن الركض في الملاعب دون سن الأربعين ودون تحضير واضح للمستقبل. البعض يرى المبالغ الخيالية التي يستلمها اللاعب المحترف فيحسده عليها ناسياً أولاً: أن أي مال ينضب مع الوقت ومن طبع الإنسان الصرف وفق دخله لا تكديس أمواله للمستقبل، وثانياً: أن نسبة أو عدد المحترفين في ملاعبنا محدود مقارنة بعموم الرياضيين؛ وثالثاً، أن الاحتراف يعتبر أمراً حديثاً في الرياضة السعودية وهناك أجيال سابقة اعتزلت دون الاستفادة منها.
هناك جمعية خيرية أسست لغرض دعم قدامى اللاعبين المحتاجين وشعارها «أسعدونا في الملاعب.. وواجبنا إسعادهم في حاجتهم». الجمعية تعتبر حديثة وإمكاناتها محدودة أمام الاحتياج الكبير لخدماتها. وحيث إنني ممن يسعدون بمتابعة الرياضة والرياضيين في ملاعبنا ومناسباتنا الرياضية المحلية والدولية، أحث من هذا المنبر على دعم هذه الجميعة وتحديداً أطرح بعض المقترحات -وبعضها ليس جديداً- للقائمين على رياضتنا وللجمعية في هذا الشأن كالتالي:-
1. إضافة مبلغ ريالين أو ثلاثة ريال على كل تذكرة مباراة تخصص في حساب مستقل لجمعية قدماء الرياضيين. صحيح المبلغ بسيط ولن يشعر به المشجع العادي ولكن تراكمه سيكون رافداً إيجابياً لاستقرار وتطور الجمعية.
2. منح الجمعية مقرًا مجانيًّا ضمن المجمع الأولمبي (مقر الاتحادات الرياضية) لتقليص مصاريفها الإدارية، ففي النهاية هي جمعية أهلية رياضية يسري عليها ما يسري على الاتحادات. وطبعاً في مقرات رعاية الرياضة في مختلف المناطق.
3. العمل على تأسيس أوقاف تخص الجمعية تسهم في توفير دعم ثابت للجميعة، وتجنيبها التذبذب في مواردها عطفاً على تبرعات أهل الخير. أعضاء الشرف وداعمو الرياضة الكبار لماذا لا يتبرعون بتأسيس تلك الأوقاف وكأنهم يدفعون الملايين لاستقطاب لاعب محلي أو أجنبي لأنديتهم؟!
4. منح الجمعية مواقع استثمارية مجانية داخل الملاعب، تبيع من خلالها المنتجات المناسبة، كأن تبيع منتجات وتذكارات المنتخبات والأندية الرياضية الحديثة والقديمة. ومن خلالها يمكن كذلك توظيف بعض المستفيدين من خدماتها.
5. دعم الجمعية من قبل الأندية والمنتخبات للقيام بأنشطة ذات علاقة. على سبيل المثال تنظيمها حفلات الاعتزال للاعبين والبطولات الودية وورش العمل الرياضية مقابل نسب معينة من الأرباح تعود لها. هذا نشاط غير رائج بشكل كبير في المملكة ولعل الجمعية تبادر فيه بشكل أكبر.
6. تأسيس جمعية عمومية للجمعية مقابل رسوم عضوية، بحيث تكون مستويات منها الذهبي لرؤساء الأندية وأعضاء الشرف ومنها عضوية عادية تخص اللاعبين والمحبين للرياضة وغير ذلك. الهدف من ذلك سيكون بتعزيز مواردها وكذلك تعزيز حوكمتها واختيار مجلس إدارتها.
أكرر الدعوة لدعم جمعية اللاعبين المعتزلين، متمنياً للجمعية التوفيق.