المتتبع لمسيرة الكرة السعودية يعلم أن تطور الأندية كان قائماً على دعم الدولة ودعم أعضاء الشرف اللا محدود للكثير من الأندية التي كانت تعاني مادياً خاصة قبل طفرة النقل التلفزيوني ودعم رعاية الشباب الذي لم يكن في حينها بحجم التطلعات. ولك أن تتخيل ما يقدّمه النقل التلفزيوني في السابق من مبالغ متواضعة لا تصل للأندية إلا بعد سنوات! حتى جوائز البطولات المحلية لا تغطي تكاليف المعسكرات التي تُقام لها، لهذا نقول إن مساهمات أعضاء الشرف كانت مؤثِّرة في مسيرة الأندية، ولو قمنا بعمل إحصائية بسيطة عن حجم هذا الدعم الشرفي في الماضي والحاضر القريب لخرجنا بحقيقة أنهم قدَّموا الكثير من الملايين لأنديهم مما انعكس بشكل إيجابي على تطور الكرة السعودية وإنجازاتها المختلفة. طبعاً هذا الدعم جاء من خلال استشعار المسؤولية وخدمة الوطن عن طيب خاطر، المحزن أنه بعد كل هذا الدعم والعطاء يقتصر دورهم فقط على (ادعم لتصوّت) مع أنهم يستحقون أكثر من ذلك، بصراحة لا أتخيل أن يكون رد الجميل بهذه الصورة وحرمانهم من خدمة أنديتهم بذرائع مختلفة مع أن الأندية بحاجة لهم ولدعمهم ولخبرتهم في تسيير أمورها خاصة بعد أوكلت هذه المهمة لبعض الهواة إلا مَن رحم ربي. السؤال: لماذا هذا الجحود والتنكّر لأناس سبق عطاؤهم أسماءهم لخدمة الرياضة السعودي؟! ألم يكن بالإمكان فسح المجال لهم لتقديم دعم أكبر وخصوصاً أن القيادة الرياضية تسعى لصنع دوري مميز ومثير على جميع المستويات من خلال منافسة قوية بين الأندية! كان بالإمكان أيضاً الاستفادة من خبراتهم في موضوع جذب رجال الأعمال للاستثمار في الأندية وبالتالي وضع الأسس الاحترافية للخصخصة، بصراحة ابتعاد أو إبعاد أعضاء الشرف عن ساحة التنافس الرياضي سيسهم بشكل كبير في إضعاف نجاح الخصخصة التي نعوّل عليها كثيراً في خدمة الكرة السعودية، لهذا نأمل إعادة النظر في موضوع دور أعضاء الشرف في الفترة القادمة من باب رد الجميل أولاً والاستفادة من حبهم وشغفهم لتقديم المزيد للأندية، فهم أصحاب الأيادي البيضاء التي ساهمت بشكل كبير في ما تحقق للكرة السعودية.
وقفتان
- شاهدت مقطعاً مصوراً لمحترف نادي الهلال قوميز وهو يؤدي تمارين رياضية في أحد الشواطئ خلال إجازته، وهذا المشهد بصراحة لم يكن مفاجأة لي لعلمي بحجم الاهتمام والفكر الاحترافي لمثل هذه النوعية من اللاعبين، للأسف ما زالت الكرة بالنسبة لأكثر لاعبينا (تمريناً ومباراة وراتباً)، وهذا ما يجعلنا نفهم سر وصول منتخب كوريا تحت سن العشرين لنهائي كأس العالم وخروج منتخبنا من الأدوار الأولية رغم أن منتخبنا فاز على المنتخب الكوري في بطولة آسيا المؤهلة لكأس العالم قبل أشهر معدودة! الاحتراف ببساطة فكر واستمرارية في العطاء بهدف التطور والوصول للهدف، وهذا للأسف ما نفتقده في احتراف الأندية السعودية.
- يعد ابتعاد رئيس النصر خسارة كبيرة لجماهير النصر التي كانت تأمل الكثير من رئيسها السابق الذي لم تسعفه الظروف للاستمرار، ولكل إنسان ظروفه، بشكل عام لا أعتقد أن النصر سيتوقف على أحد والدليل أن الأمير فيصل بن تركي (كحيلان) أتى وأعاد النصر من بعيد بعد سنين عجاف، والأستاذ السويلم كذلك، وسيأتي آخرون ويعيدون الكرة لهذا نقول إن النصر أو غيره من الأندية لن تتوقف على أحد مهما حاول أصحاب المصالح والمستفيدون إقناعنا بأن من ذهب يصعب تعويضه.
** **
- فهد المطيويع