عبدالله العمري
يجب أن نكون أكثر واقعية وهدوءاً في كيفية التعامل مع الوضع السيئ الذي تعيشه الكرة السعودية منذ سنوات طويلة جداً وعلينا تشخيصه التشخيص الصحيح لكي ننهض برياضتنا من جديد.
فمنتخباتنا بجميع مستوياتها فقدت الكثير من بريقها على مستوى القارة الآسيوية ويكفي أن آخر لقب آسيوي حققه المنتخب السعودي الأول كان قبل 22 عاماً تقريباً، في حين تعيش الفئات السنية بالمنتخبات السعودية ضياعاً تاماً ومحزناً وباتت مخرجاتها من اللاعبين الشباب والصغار ضعيفة جداً وبالكاد تذكر، وكان آخر هذه المشاركات السلبية هو الخروج قبل أيام قليلة من مباريات المجموعات بكأس العالم للشباب 2019 التي أقيمت ببولندا وبرصيد خال من النقاط، وهو انعكاس لواقع الفئات السنية السعودية التي لا تسير وفق إستراتيجية محددة أو أهداف واضحة نسعى للوصول لها.
كما أن الأنديه السعودية هي الأخرى ليست بأفضل حالاً من منتخباتنا، فاليوم أصبح لقب دوري أبطال آسيا عصياً جداً عليها وبات تحقيقه مثل الحلم..!
وأعتقد أن من أهم أسباب التدهور الكبير للكرة السعودية هي أن رياضتنا ما زالت تدار بعقلية الهواة، فالاحتراف لدينا فقط على الورق ولا وجود له على أرض الواقع.
وإذا أردنا التطور علينا أن نبدأ من أنديتنا من خلال تنظيم العمل فيها أكثر عن السابق، فهي الرافد الرئيسي للمنتخبات ومن المستحيل أن تصنع منتخباً قوياً من خلال أندية ودوري ضعيف.ولعل أكثر ما يخشاه الشارع الرياضي السعودي هو أن تستمر هذه المعاناة للكرة السعودية لسنوات أخرى بسبب أن فتح الانتخابات في الأندية يبدو أنه كان شكلياً فقط بسبب وجود العديد من الأخطاء قبل انعقاد الجمعيات العمومية، ومن أبرزها هو غياب تام لفرصة المساواة والعدل بين المترشحين لكرسي الرئاسة لبعض الأندية، بعد أن تفاجأ بعض المرشحين للرئاسة بحصول منافسيهم على أصوات إضافية لهم وذلك بناءً على دعم مالي سابق قدموه، حيث تم تحويل هذا الدعم المادي إلى أصوات انتخابية لهم رغم أنه لا توجد أي مادة في لوائح انتخابات الأندية تسمح بمثل هذا التجاوز.
وإذا كنا نبحث عن تحسن حال منتخباتنا السعودية علينا في البداية أن نصلح من وضع الأندية وأن يعاد تنظيمها من جديد من خلال فتح باب الجمعيات العمومية لكافة الأندية بشرط أن تكون فرص الفوز متساوية بين جميع المترشحين لكي يتم انتخاب مجالس إدارية فاعلة لمدة أربع سنوات قادمة، تعمل بهدوء واستقرار وفق منهجية واضحة، فالاستقرار الإداري مهم جداً لنجاح أي عمل.
ولعل وجود الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل على هرم الهيئة العامة للرياضة هو بارقة الأمل الوحيدة في تعديل ما حدث من أخطاء جوهرية في الجمعيات العمومية وهي أخطاء غيبت فرص العدل والتكافؤ بين المترشحين.