القاهرة - سجى عبدالله:
عقد البرلمان العربي أمس ندوة تحت بعنوان «نحو بناء إستراتيجية عربية موحَّدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافي» بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة بحضور رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ونخبة بارزة من الوزراء والبرلمانيين والسياسيين والخبراء العرب، وحضور رؤساء لجان الشؤون السياسية والعلاقات الدولية في المجالس والبرلمانات العربية ورؤساء أقسام العلوم السياسية في عدد من الجامعات العربية، وفي كلمته شدّد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية على مسألة التعامل مع دول الجوار الجغرافي على طاولة البحث الفكري والحوار العملي وذلك أن أي علاقةً صحية وصحيحة، تنطلق من أسس سليمة مع دول الجوار، ينبغي أن تحتل مكانها كأولوية رئيسية على أجندة الفكر الإستراتيجي العربي، موضحاً أن العرب، كغيرهم من شعوب الدنيا، لا يسعون سوى إلى حسن الجوار ومد جسور التعاون لمواجهة التهديدات المشتركة في منطقة تموج بتحديات أمنية وسياسية واجتماعية وبيئية، كان من شأنها أن تفرز أوضاعاً استثنائية تمثّلت في حالات نزوح كبرى وغير مسبوقة، وأوضاع أمنية هشة تؤثّر على الجميع في المنطقة وقال: إنني أتحدث هنا على وجه التحديد عن دولتين جارتين للعالم العربي، هما إيران وتركيا.. تأزمت الأمور معهما في الآونة الأخيرة إلى حد صار معه الحوار صعباً، بل وغير مجدٍ في الوقت الحالي من وجهة نظري، فالحوار لغرض الحوار، من دون إطار مفاهيمي يحكمه أو نقاط مرجعية تضبطه، لا يكون سوى تمرين ذهني، أو استعراضٍ شكلي لا يُعالج القضايا الجوهرية ولا يؤسس لعلاقة صحية وتابع قائلا: لا أريد أن أخوض فيما هو معروف للكافة من مظاهر التوتر الشديد في العلاقة مع هاتين الجارتين ولكن يكفي أن أقول إنه كان هناك منتدى للتعاون العربي التركي، تأسس منذ عام 2007، وعقدت خمس دوراتٍ له على المستوى الوزاري، قبل أن يتوقف في 2013 لأسباب معروفة لنا جميعاً أما إيران فقد صارت تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، بنداً دائماً على أجندة مجلس الجامعة العربية منذ 2015 ونشاهد اليوم ما تُباشره إيران وأذرعها من تهديدات خطيرة للأمن القومي العربي، بل وللأمن العالمي في واحدٍ من أدق مفاصله المتعلّقة بأمن طرق التجارة والممرات البحرية وسلامة المنشآت البحرية.