ناصر الصِرامي
الحوار الصحفي الموسع لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مع جريدة الشرق الأوسط والزميل غسان شربل، جاء كما تابعه وتفاعل معه العالم عبر وسائله ووسائطه المختلفة ليضع الإصبع وسط عين الحقيقة، شفافاً قوياً في صراحته، ولكل المحاور المحلية والإقليمية والعالمية.
دائماً وباستمرار تُؤخذ تصريحات وحوارات مخطط الرؤية السعودية الجديد، وكاتب وثيقتها - الأمير محمد بن سلمان -، تُؤخذ بجدية بالغة واهتماماً غير مسبوق في كل التفاصيل، فالأمير الذي يجدد البلاد بحيوية، برامج إصلاح اقتصادي غير تقليدية، ويفتح كل النوافذ والستائر الغليظة، يأخذ وطني إلى مستقبل مبهر وحديث يمكننا رؤيته من الآن، ليمنح هذا الوطن أهم استحقاقاته التاريخية والمستقبلية.
التغير والتحديث الذي يقوده سمو الأمير، لا يقتصر على المملكة السعودية وحسب، لكنه يتجاوزها للتأثير الإيجابي والتحوّل اللافت عربياً وإسلامياً.
«.. المملكة هي قبلة المسلمين وبلد الحرمين الشريفين، حباها الله بالثروات الطبيعية، والموقع الإستراتيجي، وبقيادات حكيمة منذ عهد الملك المؤسس - طيب الله ثراه- إلى العهد الميمون لمولاي خادم الحرمين الشريفين، وبشعب جبار مبدع ومبادر. والحمد لله تنعم بلادنا اليوم بالأمن والاستقرار والرخاء، ولا يليق أن يكون هذا البلد العظيم إلا في موقع الصدارة في كل المجالات مهما كانت الظروف والتحديات. لن يهدأ لنا بال حتى نحقق هذا الهدف لوطننا أولاً ثم لأشقائنا في المنطقة». قال الأمير محمد بن سلمان.
«… وفي المنطقة العربية حيث يوجد إجماع بين الغالبية العظمى لدولنا على أولوية العيش الكريم للمواطن، وتحقيق أمن واستقرار أوطاننا. لا تريد شعوبنا أن تكون أسيرة لنزاعات آيديولوجية تهدر فيها مقدراتها. واليوم وبشكل غير مسبوق أصبح هدف الجميع واحداً، وبات التنافس بين معظم دولنا على تحقيق أفضل معايير الحياة للمواطن، وجذب الاستثمارات وتحقيق التنمية في المجالات كافة».
القول الفصل لسمو ولي العهد وتلخيص ماضي وحاضر، ثم إلى مستقبل المنطقة هو رؤية واضحة، وهو ما تفعله السعودية اليوم وتقود الدول العربية لتبني النهج التنموي أولاً لمواطنيها.
لم يسبق أن سمعنا من مسؤول عربي وإسلامي رفيع تشخيصاً صريحاً ومباشراً لحال العالم العربي مباشرة، وهكذا لمصادر التهديد للدول والشعوب العربية والإسلامية التي عانت من الفقر والإرهاب والتجهيل، يقول الأمير:
أما الاضطرابات السياسية فمصدرها معروف وهو التنظيمات الإرهابية مثل «داعش»، و»القاعدة»، و»الإخوان المسلمين»، وسياسات النظام الإيراني الراعي الأول للإرهاب والتطرف. ولن نضيع الوقت في معالجات جزئية للتطرف، فالتاريخ يثبت عدم جدوى ذلك. ونحن ماضون بإذن الله، من دون تردد، في نهجنا بالتصدي بشكل حازم لكل أشكال التطرف والطائفية والسياسات الداعمة له».
معالجة التطرف كما تقوده السعودية اليوم يذهب لمعالجات جذرية وليس مجرد علاج العوارض، وهذا هو الهدف السامي لتصبح السعودية الجديدة رائدة العالم الحديث في التنمية والتطور والتحديث للأمتين العربية والإسلامية ووضعهما على صراط المستقبل المستقيم مع البشرية.
«كمواطن سعودي، لن أمل أبداً من إعادة قراءة هذا التعليق من سمو ولي العهد:
«أنا فخور بأن المواطن السعودي أصبح يقود التغيير، بينما تخوف كثيرون من أن «الرؤية» ستواجه مقاومة بسبب حجم التغيير الذي تحتويه. كان كثيرون يقولون لي إن أصعب ما أواجهه في التحول الإستراتيجي هو المقاومة، ولكني رأيت أن هذا العامل ضئيل جداً في الشباب السعودي الذي صار يتسابق أمامي ويقود التغيير. وأود الإشادة بدور الشباب مطعماً بالخبرات في الحراك الذي تعيشه المملكة. إنها رؤية شابة، روحها شابة.
تحول النقاش من التغيير الذي نريده من الدولة إلى التغيير الذي نصنعه جميعاً.»