أحمد المغلوث
كلما تجدد الاستفزاز الإيراني من خلال التصعيد الذي بات يتكرر بين فترة وأخرى عبر الجرائم «الحوثية» المدعومة من نظام الملالي أصبح الخليج العربي بين شقي الرحى من الناحية الإستراتيجية والخوف من وقوع حرب مدمرة في المنطقة من هنا باتت مختلف الدول الواقعة في المنطقة تخشى ذلك، بل أكثر من ذلك فجميع دول العالم لها مصالح في المنطقة وتحديدًا مع الدول المنتجة للنفط الأمر الذي يشكل كارثة إنسانية واقتصادية واجتماعية في ذات الوقت. والقارئ للتاريخ يذكر جيدًا ما كانت عليه المنطقة أيام الحرب العالمية الثانية وكيف كانت المحيطات المحيطة بالمنطقة زاخرة بالغواصات والسفن الحربية حاملة الطائرات وكيف كان لإيران في ذلك الزمن دورًا في تمكين جيوش بعض الدول للوجود في أراضيها، بل باتت إيران شبه محتلة من الجيوش الروسية والأمريكية والبريطانية خلال السنوات الأربع الأولى من حكم الشاه في ذلك الوقت. لقد عانت إيران أيامها من سلبيات الحرب ومن وجود هذه الجيوش وعانت الشعوب الإيرانية الأمرين. ومع هذا يبدو أن النظام الإيراني لا يقرأ التاريخ جيدًا. فكررت المتاعب لنظامها وعلى الأخص شعوبها المغلوبة على أمرها من خلال محاولتها تصدير ثورتها ومذهبها للدول المجاورة وغير المجاورة وعلى الرغم من أن إيران من أقدم الدول في إنتاج النفط إلا أن أموال النفط لم تسخر لمصلحة شعبها وتنميته وازدهاره فنسبة كبيرة من البنية التحتية كانت في عهد الشاه أما في عهد الملالي فتفشت ظاهرة الفساد وتسخير جل الإيرادات النفطية في تكوين أحزاب ومليشيات في دول الجوار وغير الجوار بعضها واضح للعيان والبعض الآخر يمارس عمله (الصرصاري) بخفية خبيثة. وها هو الخليج العربي. يضع يده على قلبه لما شاهده من اعتداءات على المملكة من خلال «الحوثيين» أو ما تعرضت له السفن التجارية الناقلة للنفط في خليج الفجيرة وبحر عمان. لقد ضج العالم كله حتى الدول التي تحمل شيئًا من المجاملة لنظام الملالي بحكم مصالحها ولوجود شركاتها تعمل فيها فها هي ترفع «الكرت» الأحمر في وجه النظام وتستنكر بصراحة جرائمه غير المبررة والمؤسفة خصوصًا فجريمة حرب نكراء إيرانية حوثية وجدت طريقها لمطار أبها. وكذلك الناقلات التجارية التي أكدت التقارير والتحقيقات المصورة.فها هي القيادة المركزية الأمريكية تنشر شريط فيديو يظهر قاربًا إيرانيًا يقترب من إحدى ناقلتي النفط لإزالة لغم لم ينفجر، ويبدو في الفيديو شخص(يعتقد أنه من «الحرس الثوري» الإيراني) يزيل هذا الجسم (اللغم) من هيكل ناقلة النفط اليابانية «كوكوكا». ويومًا بعد يوم يتصاعد القلق الدولي من الاعتداءات الإيرانية على الناقلات أو من خلال دعمها لأذنابها في اليمن وتزويدهم بالصواريخ والأسلحة وحتى الطائرات دون طيار. والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم. ألا يوجد في النظام الإيراني رجل رشيد يعي أن ما يفعله نظامه من استفزازات واعتداءات مباشرة أو من خلال من ينتمون إليه من أحزاب أو مليشيات أو.. أو.. وأن يعيد نظامه إلى الطريق المستقيم الذي تتطلع إليه شعوبه والمؤسف أن أموال الشعوب الإيرانية لم تستفد منها هذه الشعوب بقدر ما استفاد منها عديد من القيادات في النظام والمحسوبين عليه. والزائر لدول الغرب وغير الغرب يشاهد الآلاف من أبناء إيران يعيشون لاجئين أو أنهم تزوجوا من أبناء هذه الدول للحصول على الجنسية التي تتيح لهم حياة كريمة في تلك الدول بعيدًا عن وحشية نظام دولتهم التي اختطفها النظام. يا حرام..؟!