سهوب بغدادي
يطلق مصطلح الحجاب في اللغة على الشيء الساتر ويعرف شرعاً بما تستر المرأة المسلمة به جميع بدنها، حيث دلت جملة من الأحاديث على وجوبه لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}. بغض النظر عن تنوع أشكاله وطرائقه ومدى ستره للمرأة فإن الحجاب ليس مجرد قطعة قماش. ومن هنا أتطرق لظاهرة خلع المسلمات الحجاب. فيما تبتعد هذه الظاهرة عن سبب يتيم يتردد مرارا على من تقدم على هذا الفعل-قلة الوازع الديني- ففي بعض الأحيان تتعدى أسباب نزع الحجاب تصور الشاهد على هذا الحدث الجلل. وأذكر بعض الأسباب التي تحضرني كما أهيب بالباحثين إجراء الدراسات والأبحاث الكافية في هذا النطاق بغرض معرفة المسببات والتوصل إلى سبل تجنب الظاهرة. -عن انصياع لا اقتناع: في كثير من الأحيان تجبر الفتاة على لبس الحجاب دون سابق ترغيب في هذا الفعل فيتوجب على الأهل تحبيب الحجاب والحشمة إلى نفس الفتاة منذ نعومة أظافرها لكي لا تستهجن مظهرها فمن شب على شيء شاب عليه. - تحرر الفتاة من قيود عائلتها: وذلك إما طريق الزواج أو خلعه سراً عندما تكون خارج المنزل بمفردها. - آثار العولمة: إنه لمن الجلي أن العولمة تلعب دورا هاما في تكوين شباب وشابات يومنا هذا فمن لم يعجب بفنان أو لاعب أو إعلامي وينتج عن ذلك اتباع أحدث الصرعات والموضة فقد تحب الفتاة أن تواكب هذا التيار العالمي ومن هذه النقطة نصل إلى - تأثير السوشال ميديا والمؤثرين: بطبيعة الحال أصبحت مهنة الفاشينيستا أو المؤثر مرغوبة لأنها تعرف بالكسب السريع للأموال الطائلة والناتج عن الإعلانات فقد تلجأ بعد الشهيرات إلى خلع الحجاب نظرا لعدم مقدرتها للإعلان بالحجاب فهنالك دعاية مضحكة انتشرت في الآونة الأخيرة لإعلان شامبو تقوم فيه الفتاة -محجبة- بوضع الشامبو على رأسها وفركه! أيضا لأن هؤلاء يدعون بأنهم مؤثرون فقد يكون تأثيرهم سلبي تباعا على المتلقي فتحاكي الفتاة ما ترى. - محاولة لفت الانتباه: قد تكون الفتاة غير واثقة من نفسها فتلجأ لنزع الحجاب لزيادة جاذبيتها فالشعر تاج الجمال. -الخوف على النفس: قد تتعرض بعض المبتعثات والمغتربات إلى العنصرية بسبب الحجاب فتلجأ الفتاة إلى نزع الحجاب خوفا على نفسها وفي ذلك فتاوى مختلفة لنأخوض فيها في هذا المقال. -هذا أمر وهذاك أمر آخر: قد تعتقد بعض الفتيات بأن العبادات غير مرتبطة ببعضها البعض فغير المحجبة قد تصلي وتصوم وتقوم بجميع العبادات التي قد لاتقوم بها المحجبة ويطول الحديث في هذا الصدد. -محاولة الانتماء والاندماج: يحب الإنسان بطبيعته الانتماء إلى مجموعة ما فكلما كبر محيطه ازداد ثقة وطمأنينة أن هذا السبب قد يدخل في تكوين بعض المسببات أعلاه كالعولمة والموضة والسؤال ميديا وفي النهاية -قلة الوعي الديني: بلا شك تشكل مناهجنا حيزا كبيرا لتنشئة المجتمع إلا أن ربط المنهج وتطبيقه وتقديم قدوة واقعية ومعاصرة للفتيات هو الحل الأمثل لزرع حب الدين والتقرب إلى الله أرحم الراحمين بالطاعات.