كوثر الأربش
على غرار المثل العربي القديم: «رمتني بدائها وانسلت» غرّد وزير الخارجية الإيراني ظريف، عن «دبلوماسية التخريب» واصفاً اتهامات الولايات المتحدة لإيران بأنها خلف إصابة ناقلات النفط السعودي المتجهة للولايات المتحدة. بعد بث فيديو للحرس الإيراني وهو ينتزع لغماً لم ينفجر من إحدى الناقلات بعد الحادثة بساعات.
هناك قاعدة عامة، لن تساعدك في قراءة وتحليل الخطابات السياسية فقط، بل لتتمكن من صياغة رؤية قريبة لمن تشاركهم الواقع الاجتماعي.. ولكنها قاعدة حساسة وتحتاج لذهن صاف، حياد، وذكاء حاد. وهي: يمكنك أن تكتشف الآخرين من خلال التهم التي يتهمون خصومهم بها» لكن، احذر في استخدام هذه القاعدة، هناك فرق بين التهمة والتحليل المهني المدعوم بأدلة. الفرق أن التهمة تكون مدفوعة بكراهية، وغير مدعمة بأدلة أو مشاهدات. التحليل السياسي أو الاجتماعي يكون تنظيري وبحثي ومدعوم بأدلة واقعية.
بالعودة لتغريدة وزير خارجية إيران، والدبلوماسية التخريبية. واتهام عدة دول بالتحالف ضد مجهود إيران في المنطقة كما قال الموسوي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني. ولا أدري عن أي جهود يتحدث الرجلان!..
المهم أن هذا قادني لدبلوماسية إيران التخريبية في الخليج والعالم العربي. ومعسكرات التدريب التي حوت عناصر من شباب العالم، كان الهدف تدريبهم على حمل السلاح والاغتيالات، ثم توزيعهم على دول العالم. ماذا يفعل هؤلاء المتدربون في معسكرات إيران؟.. هل يعملون على إصلاح تنموي مثلاً؟.. يا للسخف!..
هذا عدا عن دعم إيران للحوثي بالصواريخ والأسلحة، وآخرها كان استهداف مطار أبها قبل أيام.. ولست بحاجة للتذكير بالصواريخ التي استهدفت مكة وأفشلتها الجوية السعودية. ولست بحاجة أيضًا للتذكير بتخريب لبنان والعراق وسوريا. هذه هي جهود إيران بالمنطقة. صدقني لن تجد شيئًا آخر يمكن أن يجعلنا ننظر لجهود إيران المزعومة في المنطقة بنظرة إيجابية.
«الدبلوماسية التخريبية» مفتاح ألقاه «ظريف» في أيدينا لندخل الدماغ الإيراني بسهولة، ولندرك أن سياسة هؤلاء لا تنتهج إلا التخريب.. كل ما علينا هو مراقبة تصريحاتهم واستكشاف أساليبهم السرية من خلال ما يرمون من تهم.