رمضان جريدي العنزي
أي بني.. كن عزيز النفس وارتق بها، لا ترجو العطايا حتى ولو ضاقت بك الدوائر والزوايا، وابعد عن الأشخاص الذين يشبهون الضفدع والبعوض والثعلب، ولا تغرك بعض المظاهر فجلها يشبه الرمل والثلج والرغوة، ولا تناقش العقول الصغيرة، لا تتسول عاطفة أحد، ولا تطلب الشفقة من أحد، لا تكن ضعيفًا ولا غافلاً أو متهاونًا، ولا ترضى بأن يسلبك الآخرون حقك، احترم حقوق الآخرين يحترمون حقك، قدر ذاتك قيمتك وشخصك، اعتد بنفسك وثق بها، وكن متزنًا غنيًّا بالإيجابيات والطاقات النافعة، اعمل جاهدًا على تطوير ذاتك، وقوم تباعًا أخطاءك، واسعى للرقي دائمًا، واعلم أن قيمة الإنسان تكبر بما يقدمه لها من خير، استغل وقتك بما ينفعك، ويرفع شأنك ومقامك، أصلح النواقص والثغرات، ولا تتردد ببذل الجهد لكسب كل ما هو أفضل وأجمل، كن طيب النفس والقلب نظيف البدن، لا تكن شاذًّا عن الذوق العام، ولا بعيدًا عن اللباقة، ابتعد عن قباحة الألفاظ، وفظاظة السلوك، كن حسن المعشر، متزن الأخلاق، لا تكن فريسة سهلة لأحد، ولا تنسلخ عن مبادئك وقيمك، لا تكن ظلاًّ لأحد، بل كن قدوة ونموذجًا يحتذى به، حاسب نفسك نهاية كل يوم، ماذا قدمت؟ وماذا صنعت؟ تعرف على عيوبك وعالجها بصرامة وحزم، لا تحمل نفسك أكثر من طاقتها، فليس هناك أجمل من الاعتدال والوسطية كمنهج حياة، لا تستهن بالكلمة فهي أسيرة لك طالما كانت في فمك، وإذا خرجت من فمك صرت أنت أسيرًا لها، أصلح نفسك قبل أن تدعو لإصلاح غيرك، تجنب تجريح الأفراد، واحذر الإساءة للآخرين، لا تكن ثرثارًا، ولا تتكلم بعجل، لا تغتب ولا تُعِب، وإذا غضبت فاصمت، تكلم بعقلك إذا تكلمت، وزنه بقلبك، لا تصاحب السيء الذي يجرك للذنوب والمعاصي والآثام، لا يحفظ عهدك ولا يصونك، وسوف يتركك في أحلك المواقف ولا يبالي، اغتنم شبابك قبل هرمك، وحياتك قبل موتك، واجعل ذكاءك وفطنتك خدمة للخير، لا تكذب ولا تنافق ولا تتلون أو تغير مبادئك، واحذر من المسالك الخطيرة التي تؤدي بك إلى التهلكة، ابعد عن أسلوب الاستهزاء والغمز واللمز والنميمة، كن أمينًا صادقًا ونبيلاً، إذا وعدت لا تخلف، وإذا أؤتمنت لا تخن، وإذا حدثت لا تكذب، اتق الله فإنها من أربح التجارات، واعبد الله حتى يأتيك اليقين، اتعظ بالناس قبل أن يتعظوا بك، احنُ على اليتيم والأرملة والمسكين، لا تصاحب الفساق، فإنه لا أمان لهم، لا تأمن الأعداء فإن الغل في صدورهم مثل الماء تحت الرقاد، لا تعادي النس فيمقتوك، ولا تكن قاسيًا فيكسروك، ولا طريًّا فيعصروك، لا تتجبر ولا تتكبر ولا تزهو، وتذكر بأنك خلقت من طين وإليه تعود، أحسن إلى من أساء إليك، لا تأكل مال الحرام فتنفضح يوم القيامة، عليك بما يعنيك، ودع عنك ما لا يعنيك، أحسن الظن بالله وتوكل عليه وثق به، وفوض كل أمورك إليه، إياك والشائعة ولا تصدق كل ما يقال، وإذا أردت أن تكشف الصديق الصادق الصدوق فسافر معه، سينكشف لك، يذوب مظهره، وينكشف مخبره، وإن قذفك الناس أو هاجموك وأنت واثق من نفسك، فلا تغضب، لأن الشجرة المثمرة ترمى بحجر، لا تكن كالحرباء تلون جلدها بلون المكان، واعلم بأن الصدق فضيلة، والكذب رذيلة، كن متفائلاً، لا تشتكي ولا تتذمر، لا تجادل الناس كثيرًا، ولا تكن أحادي الرأي، لا تحزن أبدًا، ولا تيأس، أو تكتئب، واعلم بأنه كلما اشتد سواد السحب، سيكون المطر جميلاً رخاءً، احمل الأمل معك أينما كنت، لأن الأمل يذيب اليأس، كما تذيب الشمس الجليد، أي بني.. كن صاحب همة عالية، لتحقق الطموح والمبتغى والمراد، وأعلم بأن الشباب ليس بسواد الشعر، ونضارة البشرة، والقصة، وجمال الهندام، بل بالارتقاء بالعقل والروح والطموح والتطلع وتحقيق الأهداف، طهر لسانك بالصدق، وإياك أن تمارس الزيف والمراوغة والخداع، كن مجتهدًا في سعيك وعملك، ولا تساوم على وطنك، أي بني.. حياتك امتحان فعشها بطاعة الرحمن، بلا كلل ولا ملل، ستمر بك الأيام عجلى، وستتوالى عليك الليالي سريعة، فاستغلها بالثانية بما يفيدك في الدنيا والآخرة، لا تكن من أصحاب الهوايات الفارغة، والأوقات المسلوبة، وابتعد عن العبث، فالوقت أغلى من المال، وتطلع إلى غدٍ مشرق، بإرادة قوية، وعزيمة صلبة، ابتعد عن الرذائل، ومواطن الريب، وصفّي نيتك وسريرتك، لا تستوحش من الأيام ودورتها، لا تركن لرخائها، وتهيأ لشدتها، استعن عليها بالله العظيم، لا ترهبك هبوب الرياح العاتية، ولا تثنيك مسالك الطرق الوعرة، أي بني.. الحياة مرة واحدة ثم تموت، لذا عشها بإيجابية تامة لكي تنعم بالتوفيق والسعادة والنجاح، تعلم أن تكون فيها رقمًا مميزًا واستثنائيًّا لا يمكن لأحد استنساخه، أبعد عن الأفكار السلبية وغير واقعك نحو الأفضل، ابحث عن الأشخاص الناجحين الذين يساعدونك على النجاح، والفظ الفاشلين الذين يريدونك فاشلاً ومحبطاً وتعيسًا، ولكي تنجح بالحياة بامتياز تجنب نهائيًّا كل حوار سلبي داخل ذاتك، فحوارك السلبي مع ذاتك يفقدك الأمل في الغيير والعطاء، ويشعرك بعدم كفاءتك ويضع أمامك العقبات والحواجز حتى تصدق هذا الاعتقاد الخاطئ وتعتبره جزءًا من تكوينك الشخصي، ولكي تنجح اهدم هذا الشعور السخيف وعش الحياة بإيجابياتها التامة، أي بني.. اعرف نفسك، لا تهتم بالإعجاب والإطراء والتبجيل والثناء المزيف، صن نفسك عن موبقات الدناءة والزيف والخداع والحيل والدجل، قس قيمتك بنفسك ولا تهتم بقياس الآخرين لك، لا تفرض نفسك على أحد، حياتك لوحة تشكيلية قيمة زينها بالألوان الزاهية وضعها في الإطار الجميل، اقرأ المشاهد، ضع العناوين، وتعقل بالحكمة، أبداً لا تخلد كليًّا إلى الماضي، ولا تتشبث به، فيكفي أنه مضى ولن يعود، سبح دائمًا بحمد ربك واستغفره، وتطلع إلى غد مشرق، وحياة ناشطة، بعزيمة من حديد.