عبدالعزيز بن سعود المتعب
تأثُّر الشعراء الشعبيين ببيئتهم التي تُشكِّل كل من مصادر التشريع الإسلامي ومكارم الأخلاق جزءا لا يتجزأ منها له إيجابياته من عدة أوجه كجدوى تأثير شعرهم في الآخرين إيجابا من ذلك قول الشاعر بدر الحويفي الحربي -رحمه الله-:
يالله بدعوة مسلمٍ مستجابه
من عابدٍ له نافله تالي الليل
يطلب بها ربه ويرجى ثوابه
وقلبه نظيف من الريا والتضاليل
حيث قال تعالى: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ} (205) سورة الأعراف.
وعن فضل الصبر قال الشاعر محمد العبد الله القاضي -رحمه الله-:
اصبر ودولاب الدهر له تفاليك
كم فرّج المولى لمثلك وشرواك
حيث قال الله تعالى: {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (43) سورة الشورى.
وعن أبي يحيى «صهيب بن سنان -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن: إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيراً له» رواه مسلم.
وعن الحلم والأناة والرفق قال الشاعر سعد بن صبيح العجمي -رحمه الله-:
لولاي أَخلِّي كل وادي ومجراه
ما صار لي عند النشامى شبوحي
لا شفت خبلٍ يدبل الكبد بحكاه
صدّيت عنه وقلت أنا أبخص بروحي
حيث قال الله تعالى: .. {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (134) سورة آل عمران.
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لأشَجِّ عبد القيس: «إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم، والأناة» رواه مسلم.
وقفة:
للشيخ راكان بن حثلين
-رحمه الله-
ما قل دل وزبدة الهرج نيشان
والهرج يكفي صامله عن كثيره