مها محمد الشريف
لا شك أن نجاح السيد دونالد ترامب المبكر أكسبه شخصية قيادية وأهله للعمل في التجارة مع والده وحقق إنجازات كبيرة وميزانيات ضخمة وبدأت معها إمبراطورية ترامب من الأبراج والفنادق، وقد أدهش الجميع في التاريخ المعاصر بجرأته ونتائج تقديراته، وكان ذلك جليًا وواضحًا لقربه من وسائل الإعلام الأمريكية وظهوره المتكرر على قنوات التلفزيون الذي قدم فيه البرنامج الواقعي «ذا أبرينتايس».
وضمن مجموعة مشاريعه الكبيرة حلت عدة أزمات مالية معقدة، ولكن بعد الفترة العصيبة رفع مستوى قدراته وطموحاته حتى تضاعفت وعانقت عنان السماء من أجل تأمين الوصول لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية حيث أعلن ترامب خوض الانتخابات الأولية والترشح عن الحزب الجمهوري للرئاسة رسميًا في يوم 16 يونيو 2015.
وبعد ذلك، حصلت حملة ترامب على أعلى نسبة من الأصوات لصالحه، وتم ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات العامة مع هيلاري كلينتون التي حصلت على ترشيح الحزب الديمقراطي في منتصف شهر يونيو من سنة 2016، وعمل بقوة من أجل الفوز وإقصاء كلينتون، وفي سياق ذلك تفوق ترامب في المناظرات بأغلبية ساحقة تؤهله للفوز بكرسي الرئاسة في البيت الأبيض.
بعيدًا عن كونها مرحلة حاسمة وسابقة إلا أن الوعود التي وعد ترامب بتنفيذها بعد توليه مقاليد الرئاسة كانت مثل: العلاقات الأمريكية - الصينية ومراجعة الاتفاقيات الاقتصادية الدولية مثل نافتا والشراكة العابرة للمحيط الهادئ، وإصلاح خطأ الاتفاق النووي مع إيران فكان التحول الذي قال عنه ترامب: «اليوم أعلن أن الولايات المتحدة قد خرجت من الاتفاق النووي مع إيران» وأضاف «سنفرض أعلى مستوىً من العقوبات الاقتصادية على إيران».
أعاد دور أمريكا المحوري في الخارج لإيقاف الفوضى التي انتشرت في عهد أوباما وحزبه الذين سمحوا للروس بدخول سوريا، ومحاربة الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة، أضف إلى ذلك الإصلاحات الداخلية كتقوية نظام الطاقة وتحديث البنية التحتية للبلاد، ووعد بالاهتمام بوزارة شؤون المحاربين القدامى، وتبديل قانون الرعاية الصحية الأمريكي «أوباما كير» بما هو أفضل إضافة إلى تخفيض الضرائب للطبقة الوسطى، ورفع الصرف المحلي على الشؤون العسكرية، ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
فكانت الأهداف تقترب من بلوغها أكثر فأكثرحتى تحقق معظمها ونفذ وعوده الانتخابية رغم كره الإعلام التقليدي له والقضايا المثارة بينه وبينهم، وقال إدموند غريب، الخبير الدولي، وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون، إن وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للبيت الأبيض بمنزلة حدث تاريخي، موضحًا أن ترامب يحاول أن يسلط الأضواء علي تصرفاته على عكس الرؤساء السابقين.
وأضاف «غريب»، خلال حواره في برنامج «بالورقة والقلم»، الذي يقدمه الإعلامي نشأت الديهي، على قناة «TEN»، أن ترامب استطاع أن يتخطى وسائل الإعلام التقليدية حتى يصل إلى قلوب الأمريكيين، موضحًا أن الكثير من المواطنين فقدوا الثقة بالسياسيين خاصة بأعضاء الكونجرس، لطالما عبر للملأ عما يريد من خلال منصة تويتر، واللاعب الأساسي في صياغة القرارات، فهل تشفع له كل هذه الأعمال بالفوز مرة ثانية؟ وهل يحقق سلام في الشرق الأوسط بذكائه؟