رمضان جريدي العنزي
تقع محافظة حفر الباطن شمال شرق المملكة على مفترق طريقين دوليين أحدهما يربط دول الخليج العربي ببلاد الشام، والآخر يربط دولة الكويت بمنطقة الرياض، وطرق أخرى تربط المحافظة بمدن أخرى كالدمام ورفحاء، حفر الباطن محافظة مليئة بالحراك والتمدد والعمل، لكنها بحاجة لرصيف وجسر وطريق معبد، ترتيب وشجر وزرع ونافورة، بخور وقنينة عطر وصفائح مرمر، لتصبح بعدها واحة للراحة والاستجمام والاسترخاء، نريد محافظة حفر الباطن أن تكون حقلاً يشبه الحقول الجميلة، يأخذنا لسعادات لا مثيل لها، تنمو معنا وننمو معها في صلب الحياة، حيث تكون التنمية فيها ميثاقاً مشتركاً يضم بعضنا البعض في اتحاد مدهش، في الطريق لهذه المحافظة الواعدة، لا أفكر إلا فيها، أدون ملاحظتي مرادي ومبتغياتي، وهي الواقعة في تضاريس من رمل، ومناخ من شمس، ووادٍ عتيق، لكنها المدينة التي تأخذني بتفاصيلها لتصبح شيئاً من نبض، أو نفس، أو إغماضة جفن، أو حلم جميل يوقظني على سعادة وابتسامة، ما ضقت يوماً بها وأنا بها، وهي التي تدعونني دوماً لحضورها، مشغول أنا بها مثل صبي يعشق للمرة الأولى، يعشق البوح، ويسترسل الكلام، ويزرع الحب في روحه، كي يصبح ريشاً، حتى إذا كبر فرح، وإذا وقف على حافة التل، فرد ذراعيه كما يفعل الطائر، محلقاً في فضاءات بعيدة، ويعرف باقتدار كيف ينطق الحاء والباء، كل نهار وأنا في هذه المحافظة ألقي عليها تحية الصباح، وفي المساء أفعل مثلها، لهذا فالحنجرة معها تقبل الخطاب، وتوقظ في ما نام في المخيلة، هي في الوجد، ضياء يستقي فرط التوهج، في قلبي هي سكون والتحام، ومعجون حلم، مثل نوارة في الربيع تزهر، وتورق الفرح المخبأ في مداد لا ينام، ألوح لها في كفي على شفيف بياضها، ولها أجيد البلاغة، وعذب الكلام، لصحرائها لهفة وهيام، وسر براءة، وغور لا يسبره كلام، لكن ما يثير انزعاجي وحنقي في هذه المحافظة، هي تلك العشوائية في التمدد والاستطالة، وشبه عدمية تعبيد الطرق داخل الأحياء، وندرة ترصيفها وتزيينها، وقلة الحدائق والتشجير والمماشي فيها عطفاً على كبر مساحتها، وكثافة سكانها وزوارها، مطارها يحتاج لتوسعة وأناقة، وطريقها الدائري يحتاج إلى اكتمال، إن سمو الأمير منصور بن محمد بن سعد آل سعود محافظ حفر الباطن شاب مفعم بالحيوية والحركة والنشاط، ويعمل جاهداً باستمرار، لا يكل ولا يمل ولا يهدأ له بال، يلتقي بالوزراء والأعيان، يزور الدوائر، ويتفقد المراكز التبعة للمحافظة، مبتغياً بذلك تحقيق الآمال والتطلعات، في إطار رؤية المملكة 2030، سموه يريد تغيير شكل المحافظة لشكل مغاير جذاب أنيق وبهي، لتصبح مثل شقائق النعمان، وسهوب التلال الخضراء، وارتعاشات الربيع، وخيوط المطر، كل من يلتقيهم سموه يوقظ فيهم حب الإنجاز والمثابرة والعطاء والعمل، لتغدو المحافظة غماما وتوهج ضياء، يريد أن يحولها من محافظ رمل وشمس، لمحافظة تشبه لون البنفسج في ساحة نبت جميل.