ناصر الصِرامي
دراسة تقول إن 84 % من شركات التسويق تخطط للإعلان عبر المشاهير في عالم التواصل الاجتماعي، وتقديرات عن أن إيرادات مشاهير ونشطاء تطبيق انستجرام وحده تجاوز 570 مليون دولار في عام 2017.
فيما نشهد حالة تحول واضحة، من التسويق عبر المشاهير إلى التسويق عبر المؤثرين، فيما المشاهير في العالم -بما في ذلك العالم العربي- يتجهون إلى شبكات التواصل بكثافة، ويفضلون التحول من مشاهير تقليديين إلى مؤثرين فعلياً عبر تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي، لتعزيز حضورهم من جانب، والحصول على ثقة العلامات التجارية والحملات المختلفة، لتحقيق المزيد من الدخل وتعويض تراجع العائدات التي كانوا يحصلون عليها عبر الإعلام أو الإنتاج التقليدي.
وبعد أن تطورت الطريقة التي يستهلك بها الناس المحتوى. وتفوق الهواتف الذكية على استقطاب الجمهور والمتابعين والمتلقين لوقت وساعات تتفوق كثيراً على الإعلام التقليدي، بما في ذلك شاشات التلفزيون الكبيرة، غيّرت الشركات والعلامات التجارية نهجها في التسويق، إلى التسويق عبر المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي لعرض منتجات وخدمات العلامات التجارية وخلق التفاعل وإيصالها إلى الآلاف أو حتى الملايين، مع إمكانية لا تخطئ لقياس الأثر والتأثير والعائد.
بكل وضوح، لقد أصبحت الإعلانات التلفزيونية والإعلانات الصورية أقل فعالية، رغم تكلفتها العالية في الإنتاج والبث.
العلاقات بين مؤثري اليوتيوب وإنستغرام وفيسبوك وتويتر والمدونين مع أتباعهم تضمن أن الجمهور لن يقوم فقط برؤية منتج أو خدمة العلامة التجارية ولكنهم سيكونون مدفوعين للتفاعل والشراء بناءً على توصيات المؤثر (المشاركة والإعجاب والمتابعات والتحويلات).
وأصبح المؤثرون ممثلين وسفراء ومدافعين أقوياء عن العلامات التجارية- الخدمات أو الحملات التي يمثلونها علي مدار الساعة، في عالم اليوم الذي أصبحت فيه التوصيات ذات قيمة قوية في توجيه اختيارات المستهلكين وتغير أنماط استهلاكهم، أي التأثير على قرارات الناس ومواقفهم في العالم الحقيقي.
نشهد يومياً ونتابع العلامات التجارية الدولية والإقليمية وهي تتبنى بشكل متنامٍ استخدام التسويق عبر المؤثرين من أجل فهم أفضل لاحتياجات العملاء وأولوياتهم. مهما اختلفت مقاييس الحملة ومؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) استناداً إلى توقعات وأهداف كل حملة أو علامة تجارية، إلا أن حملات التسويق عبر المؤثرين تثبت قدرة متنامية تتجاوز عوائدها المباشرة وغير المباشرة لأي حملة تسويق تقليدية مهما بلغت تكلفتها.
هناك جانب ملفت اليوم في التسويق عبر المؤثرين، فالحملات التي تحقق نجاحاً أكبر هي ليست الحملات المعتمدة على المشاهير بالضرورة، بل على العكس تماماً، فالحملات التي تعتمد على المؤثرين الصغار (Micro -Influencers)، تحقق نجاحاً أصلياً ملفتاً، حيث بعض الحملات التي تم نشرها عبر المؤثرين الصغار والذين لا يتجاوز عدد متابعيهم 30 ألف متابع، حققت نتائج تفوق 6 أضعاف ما حققته الحملات عبر المشاهير. وبحسب دراسات أخرى وجدوا أن المؤثر الصغير، الذي لديه متابعون بحدود 10 آلاف متابع قد تصل نسبة التفاعل لديه 4 % مقارنة بـ1.7 % للمؤثرين أصحاب الحسابات التي يزيد متابعوها على 100 ألف!