فهد بن جليد
النجمة الكويتية «نُهى نبيل» باتت صوتاً مُعتدلاً ومسموعاً ومؤثراً للمُستهلكين في الخليج العربي، كسفيرة لخطوط الموضة والمُتطلبات الحقيقة للمرأة الخليجية والعربية لدى الشركات والماركات العالمية، بعيداً عن «الصورة النمطية» السائدة سابقاً والتي خلفتها شركات إعلان وتسويق عربية «لبنانية ومصرية وسورية وغيرها» عندما كان صوت المُستهلك والمُستهلكة في الخليج «غائباً» في حقبة ماضية، عندما كانت الدراسات والتحليلات وقياس مدى الرضا في السوق يتم عبر «الوسطاء والوكلاء» الذين يقومون بهذا الدور نيابة عن المرأة في منطقتنا، التي كان لزاماً عليها الرضوخ للمنتجات المستوردة والقبول بها، والتعامل معها وكأنَّها «المسطرة الوحيدة» لخطوط الموضة العالمية -حتى لو لم تُناسب بشرتنا ولا ألواننا ولا ثقافاتنا ... إلخ- فالجميع ينظر إليها على أنَّها هي الموضة تبعاً لتأثير الإعلان والتسويق بالصورة والفيديو من نساء وأطفال من خارج الخليج يُحاولون صناعة ثقافتنا وموضتنا.
الأمور اليوم تبدو مُختلفة بفضل تجربة «نُهى نبيل»، وأمثالها ممَّن انتصروا بفضل منصاتهم على تلك الصورة، ولم يُسَلِمُوا بالأمر ويتعاملوا مع تلك الإعلانات «بالأسلوب السابق» كمجرَّد مادة أو ماركة أو موضة تُبث بمُقابل مادي لتحقيق الأرباح والسلام، بل حملوا -مشكورين- لواء مبادرة تصحيح المفاهيم وتغييرها، لناحية الألوان والتصاميم والروائح التي تُناسب الثقافة الخليجية والعربية، وضرورة مُراعاة الثقافة الحقيقة للمُستهلك العربي، والتعرّف علينا بشكل أقرب وصحيح، وهو ما جعل «كبيرات» دور التصميم وصناعة العطورات وأدوات التجميل والإكسسوار تستمع لهذا «الصوت النسائي» القادم من الخليج، والذي يمثِّل بالفعل احتياج المرأة الخليجية والعربية، لتبدأ رحلة أخرى في المُراجعة وتغيير خطوط الإنتاج لتحقيق المكاسب للجميع المُنتجين والمُستهلكين، لذا من غير المُستغرب أن تُشارك «نهى نبيل» هذا الأسبوع في مؤتمر الموضة العالمي الأضخم في دبي، لتُمثِّل صوت المستهلكين واحتياجهم، بل إنَّ قمة الرُّقي أن تؤكد نُهى لمُتابعيها أنَّهم من ساعدوها في ذلك، بفضل تعليقاتهم وملاحظاتهم وما تستمع إليه هنا وهناك وتُرسله للشركات المُصنَّعة.
هذه هي - المرة الثانية- التي أكتب فيها عن هذه المرأة الناجحة والتي تُعد أفضل الموجودين اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من أنَّ 85 في المائة من المحتوى الذي تقدّمه هو إعلانات، فقد كتبت مقالاً في 28 نوفمبر 2015م بعنوان: «لماذا نجحت نهى نبيل في سناب شات» وأكدتُ حينها: أنَّ الناس يحبونك في وسائل التواصل الاجتماعي عندما تبتعد عن التكلّف والتصنّع وتتعامل معهم بعفوية وصدق، وتتجنب تصنيف الناس ومُخالفة ثوابتهم الدينية والقبلية «كعرابين» محبة، كما أنَّ الصراحة والشفافية «عوامل جذب»، فالناس تريد من يُمثّلها لا من يُمثّل عليها للكسب المادي فقط، فكم «نُهى نبيل» أخرى نحتاج يا تُرى؟ ليتغيّر الحال في وسائل تواصلنا الاجتماعي؟
وعلى دروب الخير نلتقي.