د.عبدالعزيز الجار الله
تعتقد إيران أن هذه فرصتها لمهاجمة المملكة عبر الحوثيين كما حدث قبل أيام بقصف مطار أبها في عسير بصاروخ كروز كما يقول الإعلام الحوثي، هذا التصعيد الإيراني ضد المملكة بهدف جرنا إلى حرب المطارات والمدن، لعل ذلك يخرجها من الحصار الاقتصادي والسياسي والعسكري الذي يفرضه التحالف الدولي بقيادة أمريكا.
إيران تحترق من الداخل وروسيا والصين وتركيا والاتحاد الأوروبي تتباعد عن إيران بمسافات طويلة لأنها أيقنت وتأكد أن إيران خاسرة في صراعها مع أمريكا والوطن العربي والخليج العربي، هذه ليست ادعاءات وهمية لكن تدمير العراق وإيران وتركيا هي مرحلة تالية للتدمير السياسي والشعبي لدول الربيع العربي التي بدأت عام 2010م وما زالت مستمرة في السودان والجزائر، والدوائر على إيران المهددة بحركات الانفصال الداخلي، وتركيا مهددة بقيام دولة كردية على أراضيها أو ربما على الأراضي الإيرانية أو العراقية أو السورية أو على أراضي جميع هذه الأراضي الدولة الكردية الكبرى.
التصعيد الحوثي الأخير بدعم من إيران لتخفيف الضغوط على الملالي، وجر المنطقة إلى حرب وفوضى وهو ما تسعى إليه دائمًا، تعد محاولة خاسرة لأن العرب تعلم من ثورات الربيع العربي أن الحرب هي حرب إيران والتركيز عليها وعلى وأحزابها الوكلاء وأن الضغط بنفس القوة والمعادلة إيران والوكلاء هي نفس النتيجة الحوثي وإيران والحوثي وحزب الله، انتهت اللغات الدبلوماسية: مثل دولة الجوار التاريخي والجغرافي والجور العربي ودول الإقليم، إيران هي العدو السياسي مهما تكون الجغرافية وما تزال يحتل دولة الأحواز على طول شاطئ الخليج العربي، والجزر الإماراتية الثلاث.
إذن إيران هي عدو الخليج العربي والدول العربية فاللغة الناعمة أو التعامل بدبلوماسية لا يفيد معها، وكذلك المتعاطفين معها يجب ألا يشعروا بالاطمنئان، وأن المتابعة والحزم ستكون هي المنهجية المتبعة ضدهم لا للغفلة أو التراخي لأن العرب دفعوا الثمن غاليًا، فالسكوت وعدم الحزم قادتنا إلى خسائر فادحة في الربيع العربي.