حميد بن عوض العنزي
** يعيش العالم على صفيح ساخن على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية، وأصبح الاقتصاد العنصر الرئيسي في كل هذا الخليط من المتغيرات المتصاعدة التي معظمها ينطلق من منطقة الخليج وبالقرب منها، وكان آخرها ما حصل قبل يومين من هجوم على الناقلتين في بحر عمان، وهو يأتي في خضم ضغوط متصاعدة لردع الشر الإيراني الذي بات مهدداً للملاحة والاقتصاد العالمي بشكل صريح ومباشر وأمام مرأى من عيون العالم.
** لو عدنا قليلاً بالذاكرة لوجدنا أن ما حصل يترجم ما ذكره مسؤولون إيرانيون في مناسبات عديدة من أنه إذا أوقف تصدير النفط الإيراني فلن يتم تصدير أي نفط من الخليج، وهذا التهديد مفهوم لدى القوى العالمية، وأن أسلوب الإرهاب هو أسلوب إيراني معروف من استلام الثورة مقاليد الحكم في إيران وحتى اليوم، المشاهد كثيرة عبر أذرع إيران في العديد من الدول، ولهذا فإن ما يحصل الآن من أعمال هجومية في الممرات الدولية على صادرات النفط ليس مستغرباً، ومن الطبيعي أن تشير أصابع الاتهام إلى إيران.
** تهديد إمدادات النفط أمر مقلق لكل الدول، وإيران لا تتورع عن ارتكاب هذه المخاطر والحماقات، فالحرس الثوري هو مؤسسة إرهابية، ويملك ترسانة من الأسلحة، ويسيطر بشكل كامل على القرار في طهران، وجنرالاته يقتاتون على الحروب والعمليات الإرهابية عبر أذرعهم الخارجية، لأن هذه الأعمال هي أحد أسباب بقائهم وسيطرتهم في وجه أي أصوات معتدلة تطالب بالتغيير في إيران، ولكن إن تطال المخاطر الإمدادات النفطية للعالم فهذا مؤشر تصعيد خطير وعواقبه كارثية وهنا يجب أن تعمل الأمم المتحدة والدول العظمى بجدية على ردع هذه التصرفات بشكل حازم وقوي، لأن التساهل معها يساعد بتوسيعها لدرجات يصعب السيطرة عليها.