علي الخزيم
شهر رمضان المبارك وإن كان شهر الطاعات والأعمال الصالحة وموسماً كبيراً لطلب الرضا والغفران من الرحمن سبحانه؛ إلا أن هناك مواقف ومشاهد خلاله وما يتعلّق به من العبادات لعل من المفيد التطرق لها إما لتكريس فائدة وفضيلة أو لتجنب سلبيات ربما غفلنا عنها أو للتذكير بمواقف يحسن الإشادة بها:
- مما لفت أنظار المعتمرين وزوار الحرمين الشريفين أن رجال الأمن يتحدثون بلغات مختلفة لخدمة ضيوف الرحمن، فكانت الإشادات تتوالى والإعجاب واضحاً من الجميع، وذلكم راجع إلى معرفة المسؤول المخلص مهمته وواجباته فصدق مع نفسه ولمن ولشاَّه المسؤولية وبرّأ ذمته، فنتجت مثل هذه المبادرات الخيِّرة.
- من السلبيات أن تشاهد معتمراً يُصر على دخول الحرم الشريف بالسلاح الأبيض (الجنبية) أو الخنجر، بدعوى أنه مكمل للرجولة، هنا في حرم الله لا فرق بين إنسان وآخر الكل جاء للعبادة والخضوع للواحد الديان، ومثله من ادّعى المراجل والفتوة ومواجهة رجال الأمن الذين يعملون لتنظيم الحشود ومساعدة المعتمرين والزوار فلا مكان لها هنا، البلطجة المصطنعة لأغراض مشبوهة ستواجه بالحكمة؛ وإن لم تكن كافية فالإجراءات الرسمية المعتادة تكون جاهزة لردع أي فوضوي وعميل، أما دعاوى الرجولة بالسلاح الشخصي فهذا -رعاك الله- يكون هناك بالقرية والوادي حول مزرعتك ومواشيك.
- في الرياض بدأت ظاهرة ليست بالجديدة حينما يُقَدِّم بعض أهل الحي الشاهي والقهوة أو اللبن والتمور للمصلين ساعات التراويح والقيام، توضع بمكان مخصص لها، لكن الجديد هو ما ظهر من تنافس على تقديم ما لذَّ وطاب من الحلويات والمعجنات وأصناف الشاهي والقهوة، تجلب بأوان فاخرة وتقديم راقٍ (7 نجوم) داخل بعض المساجد ويعتمد بذلك على مطاعم مشهورة أو فنادق لتتولى الإعداد والتجهيز والتقديم طيلة ساعات فتح المسجد، أقول: إن الحث على ارتياد المساجد والإقبال على الصلوات والتراويح والتهجد أمر جيد ومحبب وفيه خير إن شاء الله؛ غير أن التسابق والتباري بين جماعة المسجد وأهل الحي بهذا الأسلوب المبالغ به قد لا يكون محموداً، فالناس تأتي من منازلها وقد تناولت إفطارها ولله الحمد، حتى العمالة وجدت نصيبها مع الغروب في خيمة المسجد ذاته، وليس هناك من تدعو خدمته بهذا الكرم والأبَّهة والمظهر الفندقي على مداخل المساجد، وأزيد القول: إن من الحكمة توجيه الصدقات وأعمال الخير توجيهاً حسناً يرضاه الله ورسوله والمؤمنون.
وفي البال عدة ملاحظات لعلي أوفق لإبرازها لاحقاً.