سهوب بغدادي
مع انتهاء موسم العيد وبداية الإجازة فعلياً، يستغل العديد من الآباء والأمهات هذه الفرصة لتنمية مهارات أطفالهم كإشراكهم في الأندية والمخيمات الصيفية المميزة ليستكشفوا مهارات جديدة ويصقلوا ما لديهم من مواهب. إن الإجازة ليست مجرد أيام للخمول والكسل إنما لإضافة خبرات جديدة وتجارب على جميع الأصعدة للطفل لكي يغدو إنساناً فعَّالاً في المجتمع، وأحيي جميع الأهالي على جهودهم خلال الإجازات وعلى مدار العام على حد سواء فيما يجاهد كل من الآباء والأمهات في تلبية احتياجات أطفالهم الجسدية والنفسية والتعليمية وما إلى ذلك. إلا أن الفراغ بشكل عام وعلى وجه الخصوص في الإجازة يؤدي إلى ظواهر سيئة. وسأذكر أبرزها في مقالي هذا ألا وهي ظاهرة قيادة الأطفال. قد يؤيّد البعض ويعارض الأغلبية هذه الظاهرة المتفشية بكثرة، فاستغرب من طفل يقود سيارة عائلية وسط الزحام! وأتعجب من طفل آخر يقود سيارة والده ومعه أطفال آخرون لشراء الحلويات من البقالة! وفقدت صوابي حينما ارتطمت سيارة طفل بثلاث سيارات زائد حاوية نفايات أمام منزلي والذي خلف أضراراً جسيمة على الطفل ووالده الذي أتى - خائفاً من مصيره- وأصحاب السيارات المتضررة! فهل هي مشكلة تتعلّق بالأسرة والتربية أم مشكلة اجتماعية ذات أبعاد أبعد من ذلك بكثير؟ قيادة صغار السن للأسف أصبحت شراً لا بد منه، ولكن لا يجب علينا التسليم بالأمر الواقع وترك الحبل على الغارب كما يحدث الآن. للأسف الشديد أن كثيراً من الأسر قد تتهاون أو تتساهل في السماح بقيادة أطفالهم، وقد يلقون بأعباء المنزل والمشاوير على عاتق هذا الطفل كونه الأكبر عمراً أو لمرض الوالدين. فأفضل حل لهذه الظاهرة هو التوعية بالتأكيد على الأهالي والأطفال كما يحب علينا، استخدام تطبيق «كلنا أمن» للتبليغ عن هذه الظاهرة لحماية الطفل ومَن معه والمحيطين به في الشارع بالإضافة إلى فرض عقوبات على أولياء الأمور المتساهلين في حال ثبوت إهمالهم للطفل. إن قيادة السيارة تُعد واحدة من المهارات الصعبة والخطيرة التي يتحتم على الإنسان إتقانها بدرجة كبيرة قبل الخروج في الشوارع وتعريض حياة من خلف المقود ومن في الشارع إلى الخطر.