عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) أقول بكل وضوح وأمانة إن ما يحدث في وسطنا الرياضي من إساءات وتشويه والتقليل من أي إنجاز ومصادرة التميز قد لا تجده في أي مجتمع رياضي آخر، فالمشكلة الكبرى والطامة العظمى أن هناك أشخاصاً فهموا ودخلوا المجال الرياضي بطريقة خاطئة، واعتقدوا أن تميُّز طرحهم وإثبات وجودهم ليس بثقافتهم المميزة أو علمهم الذي تعلموه أو ثقافتهم التي كسبوها، بل انحصرت ثقافتهم بالتقليل من الآخرين ومصادرة إنجازاتهم والتقليل من عملهم، بل يحاولون أن يثبتوا من خلال الإساءة انتماءهم وحبهم لمعشوقهم، كل هذا يأتي من خلال التقليل من الأطراف الأخرى وما حققوه من بطولات تسجل لهم، وهذا بكل أسف يشمل أغلب الأندية إن لم يكن جلها.
لقد لفت انتباهي بعض الطرح غير الجيد إعلامياً سواء من خلال بعض البرامج أو حتى أعمدة النقاد في بعض الصحف، فمن الواجب أن يبحث الناقد والمطلع عن سبب إخفاق وسقوط من يحبه ويعشقه وينتمي إليه وليس التقليل من إنجازات وتميز الآخرين، وهذا مع الأسف فقط لدينا. والسبب بسيط ومعروف وهو أن من هب ودب أصبح منظِّراً وناقداً دون أي خلفية رياضية أو تاريخ رياضي أو أسلوب راقٍ يستطيع أن يقنع الآخرين، والمشكلة الأكبر والعظيمة أن هؤلاء يجدون بيئة خصبة ومرحبة بتواجدهم وطرحهم، فمن الصعب جداً أن تثبت انتماءك بالإساءة للمنافسين وهذا ما هو حاصل مع الأسف الشديد، فمع إيماني الكامل بأن الإثارة مطلوبة والتعصب الحميد مطلوب ولكن ليس إلى درجة مصادرة حقوق الآخرين والتقليل من تميزهم، حتى ولو تبنى هذا الفكر مجموعة غير مثقفة أو تبحث عن إثبات الوجود من خلال الطرح الذي وصل إلى مرحلة مقززة وغير مقبولة، وأصبح المتلقي والمشاهد يبحث عن برامج وصحف أخرى ليستمتع ويقرأ طرحاً مفيداً ومميزاً. واليوم وبوجود مراقبة ومتابعة من اتحاد الإعلام الرياضي إلا أن الأمل يراودني أن تكون المراقبة والمحاسبة السمة المتواجدة والحاسمة، فالرياضة وجدت للمتعة والتنافس الشريف وتهذيب الإنسان وتقريب وجمع المحبين وليس لتنفيرهم وتفريقهم، وهذا ما يتنافى مع مبدأ الرياضة بصفة عامة.
نقاط للتأمل
- إذا كان البعض يعتقد أن التقليل من إنجازات المنافسين هو انتصار لانتمائه وعشقه، فهذا بالتأكيد أكبر فشل في تحديد الإخفاق ومحاولة للتبرير غير المنطقي، ودائما ما يحاول البعض تمرير معلومات غير مؤكدة وقريبة للخيال من اجل إقناع أطراف غير مقتنعة بتبريرات الفشل مهما كانت.
- لا يوجد حديث اليوم في الوسط الرياضي أكثر من حديث الانتخابات والأعضاء سواء في اتحاد اللعبة، أو معاناة التغيير والتكليف غير المسبوق أو حتى على مستوى إدارات الأندية ومرشحيها الذين سيتربعون على كراسي الأندية لأربع سنوات قادمة، فدعواتنا بالتوفيق والسداد لكل رئيس وأن يكون وجه خير على رياضة الوطن وخاصة كرة القدم.
- تتجه جميع أو معظم أنظار مدراء الأعمال ومسوقي اللاعبين نحو الأندية السعودية، والجميع بانتظار انتخاب الرؤساء ليتم تسويق اللاعبين المحترفين في المركاتو الصيفي خاصة بعد الاستقرار على عدد 7 لاعبين لكل فريق، وكل ما يتأمله الشارع الرياضي هو حسن الاختيار وعدم إعطاء الفرصة للمسوقين بالتلاعب بالأسعار والعرض بين الأندية لبضاعتهم ومحاولة إيجاد مزايدات بين أندية الوطن.
- عزوف الكثير عن رئاسة الأندية والتربع على كرسي الرئاسة حالياً أمر طبيعي، لأن المسئوليات تضاعفت والمتطلبات زادت والمنافسات صعبت والتكلفة باهظة جدا لكل ناد في مختلف الألعاب، وخاصة فريق كرة القدم الذي يتطلب من كل رئيس التميز من خلاله، إذا ما أدركنا أن المجال مفتوح للتعاقد مع سبعة لاعبين محترفين أجانب، والأمر مفتوح لانتقال اللاعب المحلي وهذه جميعها أمور صعبة من المهمة، وأصبح الرئيس يأتي ليعمل ويتعب ولم يعد المجال فقط منحصراً في الظهور والبرستيج والشهرة كما كان سابقاًً.
خاتمة
اللهم احفظ بلاد الحرمين الشريفين من عبث العابثين وكيد الظالمين وأدم علينا نعمة الأمن والأمان يا رب العالمين.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع «الجزيرة».. لكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.