فهد بن جليد
طهران تحاول التنصل من حقيقة تزويدها للحوثيين بالأسلحة، وتروِّج في كل مرَّة على لسان وزير خارجيتها لمقولة إنَّ الحوثي يُحارب بأسلحة قدمتها السعودية ودول الخليج في وقت سابق لدعم الرئيس علي عبدالله صالح، إلاَّ أنَّ الأحداث الجارية تؤكد يوماً بعد آخر عدم صحة هذه النظرية المُخادعة والمُضلِّلة التي تقصد منها طهران إخفاء أفعالها المُشينة، فاليمن لم يكن يملك «صواريخ كروز» ضمن عتاده وأسلحته قبل انقلاب الحوثيين على الشرعية -كما يوضح ذلك الخبراء العسكريون- لذا «المقذوف الأخير» الذي يتغنى الحوثيون بإطلاقه واستهداف مطار أبها الدولي - أوقع 26 مصاباً يوم أمس 12 يونيو في جريمة إرهابية استهدفت المُسافرين من جنسيات مُتعدَّدة بينهم أطفال ونساء- يؤكد أنَّ «طهران» ماضية في سلوكها الإرهابي وتزويد ميلشيات الحوثي الانقلابية بأسلحة نوعية «عمياء» لا يُجيد استخدامها أو فهم أدبيات التعامل معه في «حال الحرب»، والتي تُلزم مُستخدمها بضرورة حماية المقار المدنية والمدنيين كأهداف مُحرَّمة، الأمر الذي يمثل «تطوراً خطيراً» يهدد السلم والأمن الدولي وسلامة الأبرياء في المنطقة، ويجعل مصالح العالم وطرق إمدادات الطاقة والملاحة الدولية في خطر محدق، ما يلزم الدول والمنظمات الدولية بضرورة القيام بواجبها ودورها للتصدي لهذا التطور وملاحظته، وتبديل بعض مواقفها المُتأرجحة حيال ما يجري على الأرض للحد من سلوك طهران الإرهابي.
حان الوقت الذي يجب فيه أن تتوقف بعض دول العالم عن «صمتها المُخجل» إزاء مُمارسات إيران العدائية في اليمن، باتخاذ موقف دولي لمنعها من وضع «أسلحة خطرة» في يد مليشيات إرهابية، مع كشف العديد من التقارير السرية والصحافية لمُحاولات طهران المُستمرة لتحويل اليمن إلى «حقل تجارب» لأسلحة الدمار المُحرمة دولياً وتزويد الحوثي بها، وتعمدها استخدام الأسلحة الثقيلة داخل الأحياء السكنية وتخزينها في المقار المدنية التي تم تحويل بعضها لمصانع أسلحة، وتوريط الأطفال والقصر في تدريبات عسكرية، ليخوضوا الحرب نيابة عنها.
أخطاء الحوثي فادحة عسكرياً، وتهدَّد اليمنيين في الداخل قبل غيرهم في الخارج، نتيجة الجهل الواضح ونقص الخبرة اللازمة للتعامل مع تلك الأسلحة النوعية التي يتم تهريبها لليمن، رغم التدريبات المفضوحة التي يقدمها خبراء عسكريون -إيرانيون وغير إيرانيين- للحوثي، الأمر الذي ينذر بمزيد من المخاطر والأخطار التي تهدد العالم ومصالحه وتوجب عليه تحمُّل مسؤولياته والتدخل الجاد والسريع لمنع «الدعم الإيراني» المفضوح لميلشيات إرهابية في هذا البلد.
وعلى دروب الخير نلتقي.