ميسون أبو بكر
سلطان الذي رأيت في عينيه سعادة الدنيا وهو يتابع المصارعة الحرة للاعبه المفضل في ملعب الجوهرة بجدة أيام العيد؛ كان من الأسباب التي حثتني لكتابة هذا المقال، وسلطان طفل من ضمن آلاف من الذين سعدوا بالفعاليات المختلفة سواء بالعيد أو غيره.. فالأطفال والشباب وجدوا لهم متنفساً مع كل الفعاليات التي خصصتها لهم جهات مختلفة وفي كل مناطق المملكة؛ تشاركت فيها جهات مختلفة سواء هيئة الترفيه ومؤسسة مسك الخيرية وهيئة الرياضة وغيرها من جهات تكاتفت لتحقيق رؤية المملكة التي تهدف لتوفير حياة اجتماعية متكاملة لإنسان المملكة سواء المواطن أو المقيم.
آلاف المعابر التي كانت تكتظ بالسعوديين كل عطلة وكل مناسبة ليقصدوا في الخارج الحفلات والسينما والمسرحيات العربية لم تعد تكتظ وتزدحم كالسابق فقد أصبحت الفعاليات موجودة في المملكة بتنظيم فائق وبرقابة مسؤولة، وفرت على الدولة مليارات الريالات التي كانت تنفق في الخارج ويقوم عليها اقتصاد دول يقصدها هؤلاء السياح.
أفتخر اليوم حين أحاور من أجالسهم خارج المملكة من إعلاميين ومثقفين ورجال أعمال أن المملكة اليوم بفضل قيادتها الحكيمة وولي عهدها الشاب تخطت فترة الانغلاق والتشدد الديني وعادت بلداً صحياً ساعد في ذلك رقي شعبها الذي تاق طويلاً ليعود مجتمعه إلى وضعه الطبيعي، ووجد ما نشده سابقاً في الخارج من وسائل ترفيهية حضرت اليوم بتقنية عالية في بلده دون أن يضطر ليقصد دولة مجاورة كل نهاية أسبوع أو عطلة رسمية.
لعل مسلسل العاصوف أبدع في تسليط الضوء على حقبة من الزمن غابت فيها الوسطية ووجد المتشددون وأصحاب الأجندات المتطرفة والساعون إلى السلطة تربة خصبة لزرع أفكارهم وتطرفهم وملء أوقات الشباب بأفكارهم التخريبية، ولعل الفراغ هو التربة الخصبة التي تقود الشباب للهاوية والانحراف الفكري تحت ستار الدين.
العقل السليم في الجسم السليم، وكلاهما بحاجة لرياضات فكرية وجسدية هي اليوم حاضرة ضمن نشاطات متميزة وفعاليات وجدنا الإقبال الكبير عليها من كافة أطياف المجتمع.