سعد بن عبدالقادر القويعي
لم يكن تفاعل المواطنين في منصات التواصل الاجتماعي مع مبادرة فرجت، سوى أنها من قصة رائعة من قصص التكافل بين أفراد المجتمع، وخطوة للمساهمة في الإفراج عن المعسرين من -المواطنين والمقيمين-، والعمل على إشراك المجتمع في مد يد العون، والتعاون على البر، وتفريج كربتهم؛ ليقضوا العيد في أحضان ذويهم، والتي سلطت الضوء على القيم المتأصلة في مجتمعنا من تآخ، وتعاضد، وكانت كفتيلة أشعلت مصباحاً، أضاء طريق الكثيرين ممن أظلم عليهم السبيل للموقوفين في قضايا مالية، كما كانت طريقاً؛ لإدخال البهجة إلى قلوب أسر الموقوفين -مع قرب دخول عيد الفطر-، وذلك من خلال تلك الوسيلة الإلكترونية المباشرة؛ للاطلاع على قضايا السجناء المعسرين، -وبالتالي- تسديد مديونياتهم؛ ليخرجوا من السجن فور سدادها.
خدمة «فرجت»، والتي تتيح لمستخدمي «أبشر» -مواطنين ومقيمين- مساعدة السجناء؛ للإفراج عنهم، تحولت إلى غرف عمليات إلكترونية؛ للتبرع للموقوفين، وتسوية أوضاعهم للإفراج عنهم، وأصبحت نافذة أمل لكثير من السجناء المعسرين، والمحكوم عليهم في قضايا مالية حقوقية، اضطرتهم ظروف إعسارهم للمكوث في السجن لفترات طويلة، بل إن آلاف التغريدات في مواقع التواصل الاجتماعي، والكم الهائل للمبادرات الشعبية؛ من أجل مساعدة السجناء في قضاياهم المالية، وتعجيل عملية سداد مديونياتهم، كانت لرسم الفرحة على شفاهم، وشفاه ذويهم.
تحقق الهدف من مبادرة وزارة الداخلية لسداد مستفيدي خدمة «فرجت»، لا يكون إلا من خلال منصة «أبشر» -فقط -، وذلك من خلال نظام «سداد» للمدفوعات، والمرتبط بكافة البنوك السعودية، حيث يختار المتبرع أحد الفواتير من قائمة الموقوفين، ويحدد المبلغ الذي يرغب المساهمة فيه، ومن ثم تتم عملية الدفع خلال ثوان معدودة، ولا يتم التعامل مع الفواتير التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ من أجل توحيد الجهود، والإمكانات للسداد في منصة رقمية واحدة.