أمل بنت فهد
أعظم أعمال الخير والعطاء ما كان بينك وبين ربك، سرية البذل مردودها أضعاف ما يتصوره الإنسان، فالرحمة أكبر من مجرد شعور، إنها حالة من السعادة تلف حياتك وروحك.
ومبادرة (فُرجت) خدمة وفرتها وزارة الداخلية لتمكين الجميع من المساهمة في مساعدة من ألمت بهم عثرات الطريق، ولهذه الخدمة أبعاد نبيلة وأخرى عملية، فمن باب النبل أثبت المجتمع السعودي أنه مستعد للبذل، وللحب، وللرفق، لقد استطاع الشعب السعودي أن يخلق توجهاً جديداً لمواقع التواصل الاجتماعية، واستعاد جزء منها الملامح الإنسانية، بجهودهم واستجابتهم السريعة للبذل، ومن جهة أخرى فإن فُرجت وما لاقته من نجاح منذ بداية إطلاقها تعطي درساً صريحاً أن تنظيم العمل الخيري والثقة في الجهة المسؤولة عنه أساس وجوهر نمو الأعمال الخيرية.
فما أجمل أن يتمكّن الفرد في المجتمع من ترتيب عمل الخير في حياته مهما كان يسيراً بحسب قدراته، وجل ما يحتاجه الأمر حساب بنكي، ومنصة موثوقة وموثقة.ببساطة يساهم في تفريج كربات غيره بضغطة زر، إنه لأمر عظيم، وكل الامتنان والشكر للقائمين على الخدمة.
وفُرجت اليوم تمنحنا خارطة الطريق للتكافل، وجل ما نحتاجه توحيد جهود الجمعيات الخيرية، وجمع بيانات المحتاجين والمعسرين على منصة واحدة، ليتمكّن أي إنسان يرغب في العطاء، أن يطلع عليها ويقدّم ما يقدّمه مباشرة وخلال ثوان معدودة.
ومن زاوية أخرى فإن ما حدث من تفاعل سعودي وسباق في إكمال المبالغ عن الموقوفين، دون تردد، أو شك، فإن هذا يمنحنا مؤشراً ذهبياً لمدى الثقة بين الجهات الأمنية ممثلة في وزارة الداخلية بقطاعاتها والمجتمع السعودي، أمر يبعث على الفخر ويعلنها صراحة أن الوطن متماسك وثابت.
أتمنى أن ترى النور منصة تكافل السعودية، وأن تكون مرتبطة بوزارة الداخلية وغيرها من الوزارات المعنية، أتمنى أن يستطيع كل واحد منا أن يرتب عمله الخيري من خلالها، ستأخذ جهداً ووقتاً، لكنها ممكنة وفاعلة، ولسوف تقطع الطريق على المتلاعب، واللص، وتوجد الكثير من التوازن الاجتماعي.