خالد بن حمد المالك
هي كذلك؛ فما تعرَّض له مطار أبها المدني من استهداف حوثي إيراني مشترك بمقذوف، أسفر عن إصابة 26 مدنيًّا، بينهم نساء وأطفال، هو إعلان حرب، وهو عدوان لا يمكن وضعه ضمن سياق مقاومة الحوثيين لتحالف دعم الشرعية في اليمن، كما هو استهداف يندرج ضمن الدعم غير المحدود الذي تقدمه إيران للحوثيين؛ وهو ما يعني أن على المملكة والتحالف أن يواجهاه بكل القوة والحزم، وعدم التسامح مع كل مَن كان وراء هذه الجريمة النكراء.
* *
وعلى التحالف أن يحدِّد الدول التي ترعى هذا التنظيم الإرهابي المسمى (الحوثي)، وأن يُسمِّي الممرات التي تصل عن طريقها هذه الصواريخ، والطائرات المسيَّرة، بعد أن تأكد أنها صناعة إيرانية، تقوم طهران بتزويد الحوثيين بها لاستهداف المنشآت المدنية في المملكة العربية السعودية، وخلق جو من عدم الاستقرار في منطقة الخليج العربية.
* *
إن ضبط النفس، ومراعاة ردود الفعل لدى بعض الدول، وحتى لدى المنظمة الدولية، لا يستقيم مع تكرار هذا العدوان، وتناميه، وما طرأ على أسلوب تعامل الحوثي الانقلابي مع تحالف دعم الشرعية في اليمن؛ فالضحايا المدنيون في المملكة ليسوا أقل أهمية من الضحايا المدنيين في اليمن؛ ولهذا يجب ردع الحوثيين، حتى ولو تعرضت الدروع البشرية من المدنيين التي تضعها هذه المجموعة الإرهابية متاريس للحيلولة دون إقدام التحالف على ضرب الإرهابيين، حفاظًا على سلامة المدنيين.
* *
ومن المؤسف أن ردود الفعل لمثل ما تتعرض له المملكة من عدوان حوثي سافر، مدعوم من إيران، لا تكون لدى مجلس الأمن، ولدى ممثله في اليمن، كما لو حدث مثلها في اليمن؛ وهو ما يعني أن المنظمة الدولية تكيل بمكيالين؛ بدليل انحياز مندوبها للحوثيين على حساب النظام اليمني الشرعي، وهو ما كشفه الرئيس اليمني، واضطر مجلس الأمن عبر موفدته للاجتماع بالرئيس اليمني للتأكيد أن ممثلها في اليمن سيكون موقفه عادلاً، وغير منحاز.
* *
إن جريمة مطار أبها، وقد اعترف الحوثي بأنه قد استهدفه بصاروخ كروز، دون أن يشعر بالندم على هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين، أو يفكر بخطورة استهداف مطار مدني مزدحم بالمسافرين والقادمين عبر صالاته، وفي هذه الجريمة، تُظهر إيران التي تزود الحوثي بهذه المقذوفات بوجهها الحقيقي الداعم للإرهاب، غير آبهة بمخالفتها القرارات الدولية التي تمنع دعم التنظيمات الإرهابية بالأسلحة والمعدات والمال، ضمن سياسة العالم في محاربة الإرهاب.
* *
وإن على المملكة، وعلى التحالف، أن ينتقما على وجه السرعة لدماء الضحايا، دون أن يأبها أو يفكرا بما سوف يصدر من تصريحات تدعو إلى التهدئة وضبط النفس، فيما يواصل الحوثي التصعيد مدعومًا من إيران بكل ما يساعد الحوثيين على استمرار هذا التصعيد وتنويعه، بمثل ما حدث في مطار أبها، وغير ذلك من استهدافات سابقة في مواقع أخرى من المملكة.
لقد تأخَّر حسم الموقف مع الحوثيين بسبب مراعاة التحالف وضع المدنيين، وتجنُّب الخسائر التي قد تمس أبرياء.. لكن - بنظرنا - التكتيك لهذه الحرب، والنتائج التي بدأت تأخذ مسارًا عدوانيًّا إرهابيًّا مخالفًا لكل الأعراف والقوانين الدولية من جانب الحوثيين، يعطيان للتحالف الفرصة لردع الحوثيين، ومحاسبة مسؤوليه عن كل الجرائم التي ارتكبوها، بما لا يجعلهم مستقبلاً يفكرون باستهداف المدنيين والمنشآت المدنية.
* *
ولعل بيان المتحدث باسم التحالف، وما عبَّر عنه بأن إجراءات سريعة وآنية وقوية ورادعة سوف يتم استخدامها مع الحوثيين، يضعنا الآن أمام حزم صارم، لن يفلت منه الحوثيون الجبناء، ولن ينفعهم امتلاكهم أسلحة إيرانية نوعية؛ فإيران والحوثيون لم يختبرا بعد القوة السعودية، وقد آن الأوان للرد عليهما، بما لا يجعلهم يفكرون مستقبلاً بمثل هذا الاستهداف الإرهابي غير المبرر.