فهد بن جليد
التوجيه الملكي الكريم باستخدام مُصطلح « الأشخاص ذوي الإعاقة» يُنهي حالة الاجتهاد السابقة في إطلاق أوصاف ومُسميات مُتعدِّدة ومُختلفة لهذه «الشريحة الغالية» على قلوبنا جميعاً، والتي تستحق «وصفاً واضحاً» لا لبس فيه ولا اختلاط مع وصف شرائح وفئات أخرى تستحق خدمات ورعاية وعناية مُختلفة، الأمر الذي يُعزِّز ويضمن حصول «ذوي الإعاقة» على الخدمات والحقوق التي يستحقونها وكفلها لهم النظام، وهو ما سيُساعدهم حتماً في الحصول على «الرعاية والتأهيل» اللازمين بعيداً عن المُسميات المُربكة والاجتهادات التي لا تخدمهم في «واقع الأمر»، خصوصاً عندما يتم ترجمة أكثر من مُصطلح غير مُتفق عليه عالمياً، ولا ينسجم مع الاتفاقات الدولية التي تلتزم بها المملكة مع المؤسسات والجهات العالمية لتجويد وتوفير الخدمات «لذوي الإعاقة».
«ذوو الإعاقة» هم الأكثر سعادة اليوم بهذا التوجيه، الذي أنهى سباق المُسميات التي حدَّت في وقت سابق من حصول هذه الشريحة على الرعاية اللازمة، بل إنَّ كثيراً من «ذوي الإعاقة» يُحبذون إطلاق هذا المُصطلح الأمثل عليهم بشكل واضح وصريح من خلال وسائل الإعلام واللقاءات التلفزيونية، كونه المُصطلح المُعتمد وفق «بروتوكول» الأمم المُتحدة والمُنظمات الإنسانية ذات الشأن، وقد كتبتُ في هذا عدة مقالات سابقة لعلَّ آخرها مقال «أعطني حقي وسمِّني ما شئت» في 4 أبريل 2018، والذي ذكرتُ فيه أنَّ التعريفات العالمية والطبية لا ترى ضيراً أو ألماً في استخدام مفردة «إعاقة» التي قد تُغضب البعض عند تداولها؛ اعتقاداً منهم بأنها تحمل معنى فيه استنقاص من قدرة ومكانة شخص ما، بينما هي في الحقيقة «وصف لحالة» لا غير، والمُجتمعات الغربية كبريطانيا وأمريكا يربطون هذا المُصطلح بمفهوم شخص يستحق الدعم المادي والمعونة الاجتماعية وفق أنظمة مُحدَّدة.
أرجو أن تلحق بنا مُجتمعات عربية وخليجية اجتهدت في إطلاق «مُسميات أخرى» لا تتوافق مع المُصطلح العالمي المُعتمد لخدمة ورعاية هذه الفئة وتنتبه لأثر ذلك وتأثيره عليهم، فالمُسمى الرسمي لا يعني العجز بمفهومه الخاطئ والسيئ الذي يحدُّ من القدرة على الاندماج والانخراط في المُجتمع وبيئة العمل، بل على العكس هو وصف طبي «لإعاقة مُحدَّدة» تحفظ لصاحبها حقه في الخدمة والرعاية، ولا تحرمه بالضرورة من القدرة والهمة والتفوق بقهر الإعاقة للقيام بمهام وواجبات اجتماعية ووظيفية، بعيداً عن اشتراكه مع «فئات أخرى» في المُسميات المُتداولة سابقاً.
وعلى دروب الخير نلتقي.