سامى اليوسف
الفشل كرائحة الفم الكريهة، لا يشعر بها الفاشل، بل مَن هم حوله، خاصة إذا كان ممن يعانون من الغرور والكبر، وممن لا يحاسب نفسه.
مؤمن بأن الفشل جزءٌ من النجاح لمن يمتلك العزيمة والطموح، وإرادة التغيير عبر تطوير الذات والمهارات، وهو ليس عيبًا، ولكن العيب كل العيب - برأيي - الإصرار على تكرار الفشل دون أية ملامح للتغيير الحقيقي يقف خلفها نوايا صادقة للتطور.
أتساءل: لماذا يصرُّ رئيس النادي الفاشل على الاستمرار في منصبه، أو الترشح للمنصب عبر صناديق الاقتراع، غير مكترث لحجم الإخفاقات والدمار في مقدرات النادي ومكتسباته؟ ولماذا يعاود عضو الاتحاد الذي اجتر الفشل في مشواره العملي غير مرة الترشح «بكل وساعة وجه» ثالثة ورابعة وخامسة؟.. وحتى مدير الكرة «الخايب» الذي تأكدت خيبته، وذلك المدرب أو اللاعب الذي يتنقل بين فِرق أنديتنا متشدقًا بشعار الاحترافية، بينما لم يعد يمتلك الجديد..؟!
ربما المختصون بعلم النفس يدركون سر إصرار وعناد الفاشلين على البقاء أو الاستمرار بناء على ما درسوا ومارسوا مستندين إلى العلم والتجربة، لكن - برأيي - إن المشكلة تكمن في «الفاشل» ذاته الذي يعاني نفسيًّا من الإسقاط كنوع من الإنكار لتبرئة نفسه، وهي حيلة دفاعية، يستمتع معها بالهروب إلى الأمام، وتحميل الغير تبعات فشله. أو من المحيطين حوله، وهم المطبلون المنتفعون من بقائه في منصبه؛ فهم يحجبون شمس الحقيقة وواقع فشله المرير، ويغشون المجتمع باستمرار مثل هذه النوعيات البائسة. وقد يكون الخوف من فقدان مزايا المنصب سببًا رئيسًا في هذا العناد.
ختامًا، إعادة تجريب مَن لا يتطور في معرفته ومهارته لن يكون بقاؤه أو أمر عودته مفيدًا للمنشأة أو المجتمع.
خاتمـة
«لا شيء أسوأ من أن تكتشف أنك منحت من لا يستحق أكثر من حقه».