د.عبدالعزيز الجار الله
قال وزير الشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ: سيبقى خطاط المصحف الشريف الشيخ عثمان طه ما بقيت بالوزارة تقديراً ووفاءً له جزاء خدمته للقرآن الكريم وتحقيقاً لرغبته التي يرددها دائماً أن يبقى في خدمة القرآن حتى يموت.
فقد وجّه وزير الشؤون الإسلامية المشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة بتجديد عقد الشيخ عثمان طه لما علم بانتهاء عقده بالمجمع، والشيخ عثمان طه خطاط سوري مقيم في السعودية قدم إلينا في عام 1988م للعمل في خط المصحف الشريف بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة المنورة، عمره حوالي (88) سنة من مواليد مدينة حلب عام 1352هـ/ 1934م، وقد خط المصحف أكثر من (13) مرة بالمجمع، طبع منها ما يزيد على (200) مليون نسخة.
هذه مبادرة طيبة يشكر عليها الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ على سرعة المبادرة لإبقاء هذا الشيخ الجليل الذي عمل لأكثر من (30) سنة في خط ونسخ القرآن والبقاء في مدينة الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، والبقاء داخل المجمع لخدمة المصحف الشريف.
البيروقراطية مطلوبة لحفظ إدارة العمل والتنظيم الإداري، والمحافظة على الأنظمة واللوائح إلزامي لإنجاح القطاعات، لكننا أيضاً بحاجة إلى مسؤول لا يقف حائراً أمام اللوائح، ودكتور عبداللطيف بادر إلى تمديد العقد لكن مثل حال الشيخ عثمان من المقيمين بالسعودية خدم هذه البلاد والدين انتفعت به بلاد المسلمين، يحتاج إلى راتب تقاعدي كريم، ويحصل على تشريف في العمل تقديراً لسنّه وأيضاً خيار الإقامة والتنقل، فالأنظمة تحتاج إلى مسؤول قيادي وشجاع يتعامل مع الحالات الخاصة التي خدمت البلاد والدين وقدمت أعمالاً مميزة، تحتاج منا التقدير والاحترام والشكر على التميز والإخلاص.
لنا في تاريخنا الحديث وأيضاً المعاصر نماذج من العرب والمسلمين وحتى الأجانب من المفكرين والعلماء والعقول ممن جذبتهم فكرة تأسيس دولة على أرض الجزيرة العربية، حيث لقوا كل الرعاية والاهتمام من الملك عبدالعزيز -يرحمه الله-.