حلت علينا منذ أيام ذكرى عزيزة على المواطن السعودي وعلى جميع أبناء الأمة العربية والإسلامية، ألا وهي الذكرى الثانية لمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وهي المناسبة ذات الأثر الكبير في نفوس الشعب السعودي لكونها شكلت تحولات عظمى ومنجزات وطنية كبرى تحققت وانطلاقة لبناء مرحلة جديدة من العمل الوطني برؤية وبصيرة وعزيمة ولي العهد وثقة وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-. وتأتي هذه الذكرى العزيزة الغالية على جميع أبناء الوطن في وقت تشهد فيه أمتنا العربية تغيرات وتحولات كبرى في الكثير من البلدان أدت لدخول بعضها في مشاكل كثيرة، ولكن بلادنا -ولله الحمد- تنعم بنعم كثيرة أهمها نعمة الأمن والأمان، والرخاء والازدهار، والتكاتف والتلاحم بين أبناء الوطن بفضل من الله ثم بفضل جهود قيادتنا الرشيدة، والدور الكبير الذي يقوم به سمو ولي العهد في السير بسفينة الوطن إلى بر الأمان، لتبرز في هذه الظروف شخصية ولي العهد الفريدة والمميزة، التي نالت الاحترام والتقدير عند الشعب السعودي، والعالمين العربي والإسلامي، وجميع قيادات العالم، وتحفر اسمها ضمن أهم الشخصيات المؤثرة عالمياً في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
ومع تولي سمو ولي العهد مكانه في قيادة سفينة الوطن بدأت مسيرة التنمية، تتوالى في المملكة برسم خارطة التحول الاقتصادي في رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، اللذين يقودهما مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة ورؤية سموه، مما أسهم في احتفاظ المملكة بمكانتها المتقدمة بين مصاف الدول، ومنافستها للدول الكبرى في الكثير من الميادين الاقتصادية والعلمية والثقافية، وصارت المملكة قبلة لكبار القادة والسياسة وأهل المال والاقتصاد وعمالقة الثقافة والفنون، واستعدت المملكة ببنية تحتية لتكون من أكبر المراكز الاقتصادية والثقافية والسياحية في العالم بمشروعات عملاقة تحولها من الاعتماد على النفط إلى تنوع مصادر الدخل، وتفتح آفاقاً واسعة من العمل والتوظيف لأبناء الوطن. ولم يغفل برنامج ولي العهد التنموي الإنسان السعودي وإمكاناته وقدراته في بناء الوطن، فكان لا بد من اكتشاف قدرات المواطن السعودي وطاقاته، فكان للتعليم الحظ الوافر من الخطط التنموية، حيث وضع نصب عينيه أن تكون المملكة ضمن أفضل 30 إلى 20 نظاماً تعليمياً في الفترة القادمة، خصوصاً أن طريقة التعليم تتغير في العالم، فانطلقت المدارس تطوّر من أساليبها، وتم الاهتمام بالتعليم الأهلي والنوعي في المملكة كركيزة وشريك أساسي في بناء شباب الوطن، وواصلت الجامعات الحكومية مسيرتها في تخريج الأجيال والمساهمة في تطور البحث العلمي والصناعات المحلية والمشاركة في رؤية المملكة 2030، كما استمر أيضاً برنامج الابتعاث، وأصبح المواطن السعودي قادراً على الإبداع والنجاح والمشاركة في مواصلة التنمية في جميع ربوع الوطن. كما تتزامن ذكرى بيعة سمو ولي العهد هذا العام مع انعقاد القمم الثلاث (الخليجية والعربية والإسلامية) في مكة المكرمة لتواصل ريادتها وقيادتها للعالمين العربي والإسلامي، وتصبح في قلب السياسة الدولية والتأثير العالمي، لتؤكد أن المملكة كما هي ماضية في إصلاحاتها وإنجازاتها الداخلية، فإنها لا تغفل قضايا أمتها العربية والإسلامية وتقف بحزم وعزم للتصدي للمخاطر كافة التي تحيط بالأمة، وترسل رسالة للعالم أجمع، مفادها أن المملكة تعيش -بحمد الله- في أمن وأمان وازدهار رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها العالم من حولها.
قد كانت الثقة التي أولاها خادم الحرمين الشريفين، لسمو ولي العهد وهو الشاب المعلم القادر على تولي هذه المهام الجسام والمسؤوليات العظام، كما أنه القريب من شباب الوطن وهمومه ويحمل معه آماله وآلامه، بالغ الأثر في انطلاق صناعة المسقبل المشرق لبلادنا وأهلها، وظهر هذا الأثر في تسريع التطور الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، والارتقاء بجودة الحياة وتحسينها، مع التمسك بتعاليم وثوابت الدين الإسلامي الحنيف والعادات والتقاليد العربية الأصيلة، والقيام بالعديد من الإصلاحات التي اختصرت الزمن وحققت العديد من الإنجازات خلال فترة وجيزة يشعر بها القاصي والداني.
إن هذه المناسبة الغالية العزيزة على نفوسنا فرصة لجميع أبناء الوطن لتجديد العهد والولاء والاحتفاء بولي العهد قائد الإصلاحات وصانع التغييرات وملهم الشباب لتحقيق المستقبل الواعد وبناء الوطن والمواطن، تحت ظل قيادتنا الرشيدة -حفظها الله-.